عباس ، قال : لما حُضِر (١) رسول الله صلىاللهعليهوسلم وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ، قال النبي صلىاللهعليهوسلم : هلم أكتب لكم كتاباً لا تضلُّوا بعده. فقال عمر : إن النبي صلىاللهعليهوسلم قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت فاختصموا ، منهم من يقول : قرِّبوا يكتب لكم النبي صلىاللهعليهوسلم كتاباً لن تضلُّوا بعده. ومنهم من يقول ما قال عمر ، فلما أكثروا اللغط عند النبي صلىاللهعليهوسلم قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : قوموا. قال عبيد الله : فكان ابن عباس يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلىاللهعليهوسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم (٢).
وأخرج مسلم عن ابن عباس ، قال : يوم الخميس وما يوم الخميس. ثمّ جعل تسيل دموعه ، حتى رأيت على خدّيه كأنها نظام اللؤلؤ. قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ائتوني بالكتف والدواة (أو اللوح والدواة) أكتب لكم كتاباً لن تضلُّوا بعده. فقالوا : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم يهجر (٣).
والذي احتمله النووي وغيره أن الذي أراده النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من ذلك الكتاب هو أن يكتب مهمات أحكام الدين ، أو ينص على الخلفاء من بعده (٤).
فإن صح الاحتمال الأول (٥) فليس بمستبعَد أن يملي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كتاباً على أمير
__________________
(١) أي حضره الموت.
(٢) صحيح البخاري ٧ / ١٥٥ ـ ١٥٦ كتاب الطب ، باب قول المريض قوموا عني. ٩ / ١٣٧ كتاب الاعتصام ، باب كراهية الخلاف. ٦ / ١١ كتاب المغازي ، باب مرض النبي صلىاللهعليهوسلم ووفاته ، ٤ / ١٢١ كتاب الجزية ، باب إخراج اليهود من جزيرة العرب ، ٤ / ١٨٥ كتاب الجهاد ، باب هل يستشفع إلى أهل الذمة ومعاملتهم. صحيح مسلم ٣ / ١٢٥٩. مسند أحمد ١ / ٣٢٤ ـ ٣٢٥ ، ٣٣٦. الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ٨ / ٢٠١.
(٣) صحيح مسلم ٣ / ١٢٥٩. مسند أحمد ١ / ٣٥٥. وراجع مسند أحمد ١ / ٢٢٢ ، ٢٩٣. المستدرك ٣ / ٤٧٧. مجمع الزوائد ٤ / ٢١٤ ، ٥ / ١٨١.
(٤) صحيح مسلم بشرح النووي ١١ / ٩٠.
(٥) الصحيح هو أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أراد أن ينص على أمير المؤمنين عليهالسلام خليفة من بعده ، وذلك لأن