ويستفاد منه أنّ التحيّة أعمّ من التحيّة القوليّة والفعليّة ومن السلام وغيره ، ويأتي ما يدلّ على ذلك.
وفي عيون أخبار الرضا بإسناده عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : «من لقي فقيرا مسلما فسلّم عليه خلاف سلامه على الغني ، لقى الله عزوجل يوم القيامة وهو عليه غضبان».
أقول : وقريب منه غيره ، والوجه في ذلك أنّه نوع من النفاق والإهانة والتحقير للمؤمن ، وأنّها مبغوض عند الله تعالى.
وفي تفسير الصافي : «انّ رجلا قال لرسول الله صلىاللهعليهوآله : السلام عليك ، فقال صلىاللهعليهوآله : وعليك السلام ورحمة الله ، وقال آخر : السلام عليك ورحمة الله ، فقال : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، وقال آخر : السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، فقال : وعليك ، فقال الرجل : نقصتني ، فأين ما قال الله ، وتلا الآية : (وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها) فقال صلىاللهعليهوآله : إنّك تترك لي فضلا ورددت عليك مثله».
أقول : روي قريب منه في الدرّ المنثور عن سلمان الفارسي ، ويستفاد منه أنّ الردّ إذا كان بالأحسن ، لا بدّ وأن يكون من سنخ التحيّة الحنيفيّة الإبراهيميّة كما تقدّم ، وإلّا كان لرسول الله صلىاللهعليهوآله أن يردّ بالمغفرة والرضوان والعافية وغيرها للأخير.
وكيف كان ، فالرواية تدلّ على عظيم خلقه.
وفي الكافي بإسناده عن عبد الله بن سنان عن الصادق عليهالسلام قال : «ردّ جواب الكتاب واجب ، كوجوب ردّ السلام».
أقول : وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال : «إنّي لأرى جواب الكتاب حقّا كما أرى حق السلام» ، وقد تقدّم أنّ التحيّة الممدوحة أعمّ من اللفظيّة والفعليّة أو الكتابيّة ، والمراد من الحقّ المجاملي والأخلاقي.