بحوث المقام
بحث أدبي :
ذكروا في (ما) في قوله تعالى : (وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ) احتمالات ثلاثة من وجوه الإعراب.
الأوّل : الرفع إمّا على أنّها مبتدأ والخبر محذوف ، أي : وما يتلى عليكم في القرآن يفتيكم ، ويكون (في الكتاب) متعلّقا ب (يتلى) أو بمحذوف وقع حالا من المستكن فيه ، أي : كائنا في الكتاب.
وإمّا على أنّها مبتدأ و (في الكتاب) خبره ، فتكون الجملة مستأنفة والكلام مسوق لبيان عظم شأن المتلو.
وإمّا على أنّها معطوفة على الضمير المستتر في (يُفْتِيكُمْ).
وأشكل عليه بوجهين ، أحدهما : بأنّه لا يصحّ ذلك ، كما هو المعروف في العطف.
وأجيب عنه بأنّه يصحّ للفصل.
ثانيهما : بأنّه يستلزم الجمع بين الحقيقة والمجاز ؛ لأنّ الله تعالى فاعل حقيقي للفعل ، والمتلو فاعل مجازي له.
وأجيب بأنّه يصحّ الجمع بينهما في المجاز العقلي ، وأنّه شائع والإسناد فيه من قبيل الإسناد إلى السبب ، ولا يصحّ العطف.
وأمّا على أنّها معطوفة على الاسم الجليل (قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ) ، والعطف فيه من عطف المفرد على المفرد كما هو المتبادر ، ولكنّه بعيد لإفراد الضمير.
الثاني : النصب على أن يكون مفعولا لفعل محذوف ، أي : ويبيّن لكم ما يتلى ، وحينئذ تكون الجملة إمّا معطوفة على جملة (يفتيكم) ، وإمّا معترضة.