الله ـ إلى آخره» ، وعن نبيّنا الأعظم صلىاللهعليهوآله : «لا يكون أحدكم كالعبد السوء إن خاف عمل ، ولا كالأجير السوء إن لم يعط لم يعمل». وعن سيد العرفاء عليّ عليهالسلام : «إلهي عبدتك لا خوفا من نارك ولا طمعا في جنّتك ، بل وجدتك أهلا لذلك فعبدتك».
وبالطاعة الحقيقيّة ينال الإنسان الدرجات الرفيعة والمراتب الشريفة ، ويتجاوز عن حدّ الكمال ويصل إلى درجة التكميل ، فتكون له المعيّة في الدرجة لا في الاتّحاد ـ كما في بعض الروايات ـ لأنّ التساوي في كلّ جهة معه محال ، كما ثبت في الفلسفة الإلهيّة.
كما أنّ العصيان والتجرّي بالإعراض عن طاعة الرحمن والإقبال على طاعة الشيطان ، يصل الإنسان إلى أسفل الهاوية ومنتهى الهلاك ، وإنّ له أيضا مراتب ، وعن نبيّنا الأعظم صلىاللهعليهوآله : «كلّ أمتي يدخلون الجنّة إلّا من أبى. قيل : يا رسول الله ، ومن أبى؟ قال : من أطاعني دخل الجنّة ، ومن عصاني فقد أبى» ، فإنّ إطاعته إطاعة الله تعالى ، كما أنّ عصيانه كذلك ، كما تقدّم.
وإنّما جعل سبحانه وتعالى في هذه الآية المباركة جزاء الطائعين لله والرسول مرافقة الأنبياء والصدّيقين والشهداء والصالحين ، ولم يجعل ـ كما في غير الطاعة ـ الجنّات الّتي تهفوا إليها القلوب وتخلد فيها النفوس ؛ لأنّ الطاعة ليست تكليفا محضا حتّى يجعل في مقابلها جزاء ، وإنّما هي وسيلة لرقي النفس وسبيل للوصول إلى المرتبة الكاملة والنيل إلى المرتقى.
ومعنى رقي النفس ورفعها بالوصول إلى الشاهق الأعلى ، هو معاشرتها ومصاحبتها مع سنخها من النفوس القدسيّة ، كالأنبياء والصدّيقين والشهداء والصالحين ، لما ثبت في الفلسفة الإلهيّة وغيرها من أنّ السنخيّة في جميع الأشياء وفي جميع العوالم لازمة وموجودة ، فمقتضى قانون السنخيّة في عالم المصاحبة والمعاشرة ـ الّذي يكون في عالم الشهادة وعالم البرزخ وعالم الآخرة ـ هو أن