الله تعالى ، وهذا الوعد منه عزوجل مترتّب على كلا الاحتمالين القتل والنصر.
نعم ، الّذي غلب في سبيل الله تعالى فأمره مراعى في استيفاء ذلك الأجر.
قوله تعالى : (وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ).
زيادة في الحثّ والتحريض المستفاد من الالتفات إلى الخطاب ، بعد توضيح القاعدة في الجهاد في الإسلام. وقد ذكر في هذه الآية المباركة فائدة اخرى شريفة تصبوا إليها النفوس العالية ، وهي نصرة المستضعفين والمظلومين.
ومعنى الآية الكريمة أن لا عذر لكم في ترك القتال في سبيل الله تعالى. ويستفاد من هذه الآية الشريفة انحصار القتال في سبيل الله ، وهذا ما يؤكّده القرآن الكريم في مواضع متعدّدة ، وإذا عطف عليه شيء آخر في بعض الآيات ـ ومنها المقام ، أي : نصرة المستضعفين والمظلومين ـ فإنّما هو لأجل أنّ ذلك من مصاديق سبيل الله تعالى ، ومن طرق إقامته ، فإنّ سبيل الله لا يمكن أن ينال حتّى يستنقذ المستضعفون من الظلم.
قوله تعالى : (وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ).
طريق آخر في إقامة كلمة الحقّ وتثبيت لسبيل الله تعالى ، وهو يعمّ كلّ خير ، ومنه إنقاذ المظلومين ، كما أنه لا يؤمّن سبيل الله إلّا باستنقاذ المستضعفين من الرجال والنساء والولدان من ظلم العتاة والجبابرة.
وفي الآية المباركة استنهاض للمؤمنين وتهييج لهممهم ، وإغراء لهم بأنّ أهليكم وإخوانكم يعانون الأمرّين من ظلم الظالمين ليفتنوهم عن دينهم ، فيجب استنقاذهم لأنّهم منكم ، وقد جمعتكم رابطة الدين الّتي هي من أقوى الروابط ، فإنّ الإسلام قد أهمل كلّ نسب وسبب غير الإيمان بالله تعالى.
وإنّما ذكر تعالى الولدان ـ جمع ولد ـ وهم الصبيان بالخصوص ، لأجل بيان فرط ظلم الكفّار ، وأن ظلمهم وأذاهم وقع على النساء والصبيان غير المكلّفين