بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً (٦٩) ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللهِ وَكَفى بِاللهِ عَلِيماً (٧٠))
بعد أن ذكر سبحانه وتعالى وجوب طاعة الله والرّسول ، وأحكم عزوجل هذا الحكم الإلهي المهمّ بعدّة أمور ، ووعد عليه الوعد الحسن من الأجر العظيم ، والهداية إلى الصّراط المستقيم ، يبيّن جلّ شأنه في هاتين الآيتين الشريفتين حقيقة الهداية ، ونوع ذلك الجزاء ، وأن ذلك الصّراط المستقيم هو الّذي سار عليه أخلص عباد الله المصطفين الأخيار ، الّذين أنعم الله عليهم الهداية وعرفان الحقّ والعمل به وفعل الخيرات ، وهم الّذين يأمل كلّ إنسان ويتمنّى أن يرافقهم في جميع العوالم ، وقد بيّن عزوجل أن هذا هو الفضل الّذي لا يمنحه جلّ شأنه لأحد ، إلّا مع الحكمة البالغة والعلم الأتمّ.