الثاقب وصفاء النفس ، وهذا هو الفضل الكبير الّذي تفضّل الله تعالى علينا ، وهو ذو الفضل العظيم.
التفسير
قوله تعالى : (وَيَقُولُونَ طاعَةٌ).
بيان لصفة اخرى من صفاتهم الذميمة ، وهي النفاق والتظاهر أمام الرسول صلىاللهعليهوآله بالطاعة وتبطين المخالفة ، فهم يدرجون أنفسهم في المسلمين ، ويقولون للرسول صلىاللهعليهوآله : إنّ شأننا الطاعة لأوامرك.
وإنّما جعل المصدر مكان اسم المفعول ، أي : أمرك مطاع للمبالغة ، فهم يدعون في حضرة الرسول الكريم كمال الطاعة ومنتهى الانقياد ، والتعبير ب «طاعة» لشدّة تظاهرهم بكمال الانقياد.
و «طاعة» على الرفع ، وهي القراءة المعروفة خبر لمبتدأ محذوف ، وقرأ بعضهم على النصب ، أي نطيع طاعة.
قوله تعالى : (فَإِذا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ).
مادة (ب ر ز) تدلّ على الظهور ، ومنها البراز بفتح الباء ، وهو الفضاء من الأرض ، والمراد به في المقام الخروج من مجلس الرسول صلىاللهعليهوآله منصرفين.
ومادة (بيت) تدلّ على التدبير والتقدير والإبرام في الليل ، يقال : أمر بيّت بليل ، إذا أحكمه ودبّره في الليل ، قال تعالى : (إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ وَكانَ اللهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطاً) [سورة النساء ، الآية : ١٠٨] ، وإنّما خصّ الليل بذلك ؛ لأنّه وقت يصفو فيه الذهن ويتفرّغ فيه ، ومنه التبييت والبيات ، وهو إتيان العدو ليلا ، كما أنّ منه تبييت الصائم ، أي : القصد إلى الصوم ليلا.