الآخرة. ومؤمن زلّت به قدم ، فذلك كخامة الزرع كيف ما كفأته الريح انكفأ ، وذلك ممّن يصيبه أهوال الدنيا وأهوال الآخرة ، ويشفع له ، وهو على خير».
أقول : لعلّ المراد من أهوال الدنيا أهوال البرزخ ، وإلّا فقد ورد : «أنّه كلما زيد في إيمان المؤمن ، زيد في بلائه» ، وقد ورد : «أنّه هل كتب البلاء إلّا على المؤمن». أو أنّ المراد بأهوال الدنيا ما يوجب ضعف عقيدته والتشكيك في دينه.
وكيف كان ، فإنّ التقسيم الوارد فيها حسب مراتب الإيمان ، فإنّ أجلّ مراتبه وأكمله ما ورد في المؤمن الّذي وفي الله تعالى بشروطه ، كما في الرواية ، وفي هذا المعنى ورد قوله تعالى : (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ) [سورة يونس ، الآية : ٦٣]. وقد وردت روايات كثيرة عن الأئمة الهداة عليهمالسلام : «المؤمن يشفع يوم القيامة» ؛ لأنّ للإيمان الحقيقي الواقعي آثارا ، منها أنّه تعالى يخوّل إلى المؤمن صحائف الخلق في يوم المعاد ، فيشفع فيهم حسب إرادته عزوجل.
والخامة : ألفها منقلبة عن واو وهي الغصنة اللينة من الزرع ، وفي الحديث : «مثل المؤمن مثل الخامة يفيئها الرياح».
وفي أمالي الشيخ بإسناده إلى عليّ عليهالسلام قال : «جاء رجل من الأنصار الى النبيّ صلىاللهعليهوآله فقال : يا رسول الله ، ما أستطيع فراقك ، وإنّي لأدخل منزلي فأذكرك فأترك ضيعتي وأقبل حتّى أنظر إليك حبّا لك ، فذكرت إذا كان يوم القيامة وأدخلت الجنّة فرفعت في أعلى عليين ، فكيف لي بك يا نبي الله؟! فنزل قوله تعالى : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) ، فدعا النبيّ صلىاللهعليهوآله الرجل فقرأها عليه وبشّره بذاك».
أقول : وقريب منه ما في الدرّ المنثور وأسباب النزول للواحدي وغيرهما باختلاف يسير لا يضرّ بأصل المعنى ، فإنّ الحبّ الواقعي الّذي يوجب اتّباع