الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ) ، فوّض إليه فلا يأمر إلّا بخير.
أقول : هذا يؤيّد ما قدّمناه.
بحث فلسفي :
كانت مسألة الموت والحياة على بساط الجدل بين الفلاسفة من زمان بعيد ، فذهب كلّ جيل إلى مذهب ، بل كلّ فيلسوف إلى رأي ، حتّى أن ظهرت الأديان السماويّة وحلتها بما جاء عن خالق الموت والحياة ، وبيّنت حقيقة الموت بأنّه ليس فناء وأمرا عدميا فحسب ، وإنّما هو انتقال الروح من عالم الشهادة ، إلى عالم البرزخ والآخرة في الإنسان ، وفي غيره كما تقدّم في البحث الفلسفي في آية ١٨٥ ـ ١٨٩ من سورة آل عمران. واتّفقت في ذلك ، وقد اتّجهت الأجيال والفلاسفة إلى ما قرّرته الأديان السماويّة ، وليس هنا موضع لتفصيل آراء الفلاسفة السابقين بعد ما اتّفقت الأديان كلّها وأجمعت على أنّه انتقال الروح من هذا العالم إلى عالم آخر بعد أن تتجرّد من هذا الثقل الجسمي.
حقيقة الموت ومظهره :
الموت هو مفارقة الحياة ونهاية كلّ حي ـ ما سواه تعالى ـ في هذا الوجود حتّى أنّ المجرّدات الّتي لها الحياة كالملائكة مصيرهم إلى الموت في وقت معين.
وأنّ المتّفق عليه في حقيقته هو انتقال الروح من الهيكل البدني ـ عند ما يصبح غير مؤهّل لبقاء الروح فيه ـ إلى عالم وراء هذا العالم ، وينقطع عن هذا العالم بالمرّة وإن بقي له نوع علاقة بهذا العالم ، حسب الروايات الواردة كما يأتي في البحث الروائي في الآيات الآتية.