غير موضع ، ويدلّ عليه بعض الأخبار ، كما يؤيّده تشديد الأمر في القتل وشدّة الاحتياط في الدماء في الإسلام.
والخطأ اسم من خطأ يخطأ خطأ ، وهو الفعل الخالي عن القصد بعنوانه الفعلي ، ويلحق به ما إذا كان فيه القصد إلى شيء زعما ، وهو على خلاف الواقع ، كما إذا زعم أنّ المقتول كافر جائز القتل ، وهو في الواقع مؤمن محقون الدم ، وغير ذلك كما ذكرنا في كتاب القصاص والديّات من (مهذب الأحكام).
والخطأ حسب التقسيم العقلي على أقسام :
الأوّل : أن يريد غير ما يحسن فعله وإرادته فيفعله ، وهذا هو الخطأ التامّ.
الثاني : أن يريد ما يحسن فعله ، ولكن يقع منه خلاف ما يريد ، فأصاب في الإرادة وأخطأ في الفعل.
الثالث : أن يريد ما لا يحسن فعله ويتّفق منه خلافه ، فهذا الخطأ في الإرادة ولمصيب في الفعل ، وهذا هو معنى (أراد) في قوله :
أردت مساءتي فأجرت مسرّتي |
|
وقد يحسن الإنسان من حيث لا يدري |
فهذه اللفظة مشتركة كما ترى ، والجامع أنّ من أراد شيئا فاتّفق منه غيره يقال : اخطأ. وإن وقع منه كما أراده يقال : أصاب.
قوله تعالى : (وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ).
التحرير الإعتاق ، وهو جعل المملوك حرّا ، والرقبة وإن كانت بمعنى العنق ، ولكن شاع استعمالها في النسمة والنفس ، كما يعبّر بالرأس والظهر عن المركوب ، تعبيرا عن الكلّ باسم الجزء المقوّم له. وإنّما عبّر كذلك ؛ لأنّ الرقيق يحني رقبته دائما لمولاه.
والمعنى : ومن قتل مؤمنا على الخطأ ، وجب عليه تحرير رقبة مؤمنة ، ويأتي تفصيل الكلام في البحث الفقهي إن شاء الله تعالى.