( مسألة ١٠ ) : العجب المتأخر لا يكون مبطلا [١] بخلاف المقارن فإنه مبطل على الأحوط ، وإن كان الأقوى خلافه.
______________________________________________________
في قلوب الرعية لم يكن رياء محرما ، ولو عاشر الفقراء بقصد أن يري الناس أنه يتقرب إلى الله تعالى بمعاشرتهم فتكون له منزلة في قلوب من يراه من الناس كان رياء محرماً ، وهكذا الحال في بقية أمثلة الأنواع.
[١] كما لعله ظاهر الأصحاب حيث أهملوا ذكره في المبطلات ، وهو الذي يقتضيه الأصل بعد عدم الدليل على البطلان به. وما في جملة من النصوص : من أنه من المهلكات (١) ، وأنه مانع من صعود العمل إلى الله تعالى ومانع من قبوله (٢) ، لا يقتضي البطلان فإنه أعم ، وكذا ما يظهر من كثير منها : من أنه محرم ، فإنه لا ينطبق على العمل ليوجب امتناع التقرب به كما لا يخفى. نعم في خبر علي بن سويد عن أبي الحسن (ع) : « سألته عن العجب الذي يفسد العمل ، فقال (ع) : العجب درجات : منها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسناً فيعجبه وبحسب أنه يحسن صنعاً ، ومنها أن يؤمن العبد بربه فيمن على الله عز وجل ولله عليه فيه المن » (٣). لكن الظاهر أن المراد من الفساد فيه عدم القبول ، إذ الأول مجرد ارتكاب السيئات ، والثاني محله مما لا يقبل الصحة والفساد. مضافا إلى خبر يونس ابن عمار عن أبي عبد الله (ع) : « قيل له وأنا حاضر : الرجل يكون في صلاته خالياً فيدخله العجب ، فقال (ع) : إذا كان أول صلاته بنية يريد بها ربه فلا يضره ما دخله بعد ذلك ، فليمض في صلاته وليخسأ الشيطان » (٤). ومن ذلك تعرف حكم العجب المقارن وأنه غير مبطل ،
__________________
(١) الوسائل باب : ٢٣ من أبواب مقدمة العبادات حديث : ١٢ و ٢١.
(٢) الوسائل باب : ٢٣ من أبواب مقدمة العبادات حديث : ٩.
(٣) الوسائل باب : ٢٣ من أبواب مقدمة العبادات حديث : ٥.
(٤) الوسائل باب : ٢٣ من أبواب مقدمة العبادات حديث : ٣.