من المعاصي الكبيرة لأنه شرك بالله تعالى. ثمَّ إن دخول الرياء في العمل على وجوه :
أحدها : أن يأتي بالعمل لمجرد إرادة الناس من دون
______________________________________________________
عن غير واحد دعوى الاتفاق عليه إلا من المرتضى رحمهالله في الانتصار فذهب الى عدم بطلان العبادة بالرياء ، بل هي مجزية مسقطة للأمر وان لم يترتب عليها الثواب ، وكأن مراده عدم منافات الرياء بنحو الضميمة وإلا فاعتبار القربة في الصلاة وغيرها من العبادات من الضروريات التي لا ريب فيها فضلا عن الفتوى بخلافها. وكيف كان فقد عقد في الوسائل باباً طويلا لبطلان العبادة بالرياء (١) ، وآخر لتحريم قصد الرياء والسمعة بالعبادة (٢) لكن أكثر الأخبار المذكورة فيهما غير خال عن المناقشة.
نعم ما يدل منها على حرمة الفعل المقصود به الرياء الملازمة للبطلان صحيح زرارة وحمران عن أبي جعفر (ع) : « لو أن عبداً عمل عملا يطلب به وجه الله تعالى والدار الآخرة وأدخل فيه رضى أحد من الناس كان مشركا » (٣) وصحيح علي بن جعفر (ع) : « قال رسول الله (ص) : يؤمر برجال الى النار .. الى أن قال : فيقول لهم خازن النار : يا أشقياء ما كان حالكم؟ قالوا : كنا نعمل لغير الله فقيل لنا : خذوا ثوابكم ممن عملتم له » (٤). ورواية السكوني : « قال النبي (ص) : إن الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجاً به فاذا صعد بحسناته يقول الله عز وجل : اجعلوها في ( سجين ) إنه ليس إياي أراد به » (٥) ، ونحوها غيرها. ودلالة الجميع
__________________
(١) الوسائل باب : ١٢ من أبواب مقدمة العبادات.
(٢) الوسائل باب : ١١ من أبواب مقدمة العبادات.
(٣) الوسائل باب : ١١ من أبواب مقدمة العبادات حديث : ١١.
(٤) الوسائل باب : ١٢ من أبواب مقدمة العبادات حديث : ١.
(٥) الوسائل باب : ١٢ من أبواب مقدمة العبادات حديث : ٣.