إلا إذا سلم ، ومشى سريعاً ، أو كان المسلّم أصم ، فيكفي الجواب على المتعارف [١] بحيث لو لم يبعد ، أو لم يكن أصم كان يسمع.
( مسألة ٢٧ ) : لو كانت التحية بغير لفظ السلام كقوله : « صبحك الله بالخير » أو : « مساك الله بالخير » لم يجب الرد [٢]. وإن كان هو الأحوط. ولو كان في الصلاة فالأحوط الرد بقصد الدعاء.
______________________________________________________
على التقية ـ كما جزم به في جامع المقاصد ـ ولا سيما بملاحظة اشتمالهما على الرد ، الذي لا يقول به أكثرهم كما قيل. لكن ما ذكره في الجواهر أولا أقرب في وجه الجمع. ولا ينافيه التعبير بالخفاء في صحيح منصور ، لإمكان حمله على عدم رفع الصوت ، كما في الموثق ، جمعاً بينهما في نفسهما ، وبينهما وبين ما دل على وجوب الاسماع. ولعله لذلك لم يعرف القول بوجوب الإخفات.
[١] كأنه لقصور ما تقدم من ظهور الإجماع ، والانصراف ، والتعليل ، عن اقتضاء الإسماع في مثل ذلك. أما دعوى دخول الإسماع في مفهوم الرد ، فقد عرفت أنه لا يفرق فيها بين المستثنى والمستثنى منه.
[٢] كما هو المشهور ، للأصل. ويشير اليه صحيح محمد بن مسلم السابق (١) ، فان قوله : « كيف أصبحت » نوع من التحية. وأما عموم الآية (٢) ، فغير ثابت إما لأن المراد من التحية السلام : قال في محكي المدارك : « التحية لغة : السلام ، على ما نص عليه اللغة ، ودل عليه العرف » ، وفي القاموس : « والتحية السلام » ، وعن المصباح :
__________________
(١) راجع المسألة : ١٧ من هذا الفصل.
(٢) وهو قوله تعالى ( وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها ) النساء : ٨٦.