كلمات أهويته وجهالاته ، ومنار الحكمة فيظهر به وجوه الحكمة العلميّة والعمليّة وحكمة الله في إجراء العالم ، ويستدلّ به عليها ، ودليل على معرفة الحقّ والخلق لمن عرف كيفيّة التعرّف وإشاراته ونكات بيانه ، فهو الّذي ينبغي إجالة اولي الأبصار بصيرته فيه ؛ إذ لا شيء أحقّ بصرفه وإنفاقه من هذا المصرف.
وليبلغ نظره إلى صفات الحقّ الّتي تجلّى بها في صفاته وأسمائه الحسنى الظاهرة به ، واسترشاده إلى أن يبلغ إلى كنه ما وصفه لعباده في ظاهره ونكاته وإشاراته ولطائفه وحقائقه ، حتّى ينجو السالك فيه من الهلاك الحقيقي معنى في هذا اليوم وصورة في الغد ، ويتخلّص من العلائق والاندار من الوقوع فيما لا مخلص منه ، ويصل إلى مقام الموحّدين المنقطعين إليه سبحانه ، المستكنّين المستغنين به عمّن سواه.
وهذا السّلوك الفكريّ النظريّ موجب لحياة قلب من له بصيرة ، يسلك به في نور القرآن كمشي المستنير بالنور في القرآن ؛ فانّ النور الحسّي يظهر المحسوسات للماشي الحسّي ، ونور القرآن يظهر المعاني والطرق المعنويّة للسالك فيها معنى.
وعلى العاقل قصر الهمّ في التخليص الحسن عن التشبّث وقلّة التربّص والمقام فيها ؛ فانّ الكيّس من جدّ واجتهد في تحصيل الخلاص والنجاة بعد معرفته بطريقه وترك الرّاحة. والله الموفّق للصواب.
وعنهما باسنادهما عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
«القرآن هدى من الضلالة ، وتبيان من العمى ، واستقالة من العثرة ، ونور من الظلمة ، وضياء من الأجداث (١) ، وعصمة من الهلكة ، ورشد من الغواية ، وبيان من الفتن ، وبلاغ
__________________
(١) الكافي : «الاحداث» ، والعيّاشي : «الأحزان».