«البهجة : الحسن ؛ يقال : رجل ذو بهجة. وقد بهج بالضمّ بهاجة فهو بهيج ؛ قال تعالى : (مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ)(١). وبهج [به] بالكسر أي : فرح [به] وسرّ ، فهو بهج وبهيج.»
ولعلّ إطلاق البهجة عليه باعتبار انبعاثه كثيرا من إدراك الكمال والحسن في نفسه ، أو لا نبعاثه عن إدراك الشيء الحسن من مرئيّ أو مسموع أو غيرهما ، فأطلق لفظ الأصل على أثره المتفرّع عليه ، أو لأنّ الفرح يحدث للبشرة حسنا وإشراقا عكس الهمّ والخوف ، فيكون من إطلاق لفظ المسبّب على السبب. ويحتمل كون المعنى الأوّل مأخوذا من الثاني باعتبار كون الحسن موجبا للسرور ، وربّما يشعر به كلام بعضهم.
وقال في «بهاء» : «البهاء : الحسن ؛ تقول : بهي الرجل بالكسر وبهو بالضمّ فهو (٢) بهيّ.»
ثمّ ذكر له معنى الخلوّ والتعطيل والفخر أيضا ، وذكر للبهاء من المهموز معنى الانس ، وأنّ البها بمعنى الحسن من بهى الرجل غير مهموز.
وفي مجمع البحرين : «البهاء : الحسن والجمال ؛ يقال : «بهاء الملوك» أي : هيئتهم وجمالهم ، و «بهاء الله» عظمته.»
وبالجملة فالظاهر أنّ المراد من البهاء والبهجة هنا هو الحسن ، وهو منشأ الانس الّذى هو معنى المهموز.
وأمّا السناء ، فقال الجوهري : «السنا مقصور ضوء البرق ـ إلى أن قال ـ والسناء من الرفعة ممدود ، والسنيّ : الرفيع ، وأسناه أي : رفّعه.»
وذكر المعنيان الطريحي أيضا وقال : «في الخبر : «بشّر أمّتي بالسناء» أي :
__________________
(١) الحج / ٥.
(٢) في المخطوطة : «فهي».