بارتفاع القدر والمنزلة عند الله تعالى.»
ويمكن كون الثاني مأخوذا من الأوّل لارتفاع ضوء البرق على الأشياء ، فشبّه به الشيء الرفيع في رفعته ، فأطلق لفظه على الرفعة ؛ كالسماء في إطلاقه على ما يقابل الارض وعلى كلّ عال.
وأمّا المجد ، فقال الجوهري : «المجد : الكرم ، والمجيد : الكريم ، وقد مجد الرجل بالضمّ فهو مجيد وماجد ؛ قال «ابن السكّيت» : المجد والشرف يكونان بالآباء ؛ يقال : رجل شريف ماجد ، له آباء متقدّمون في الشرف. قال : والحسب والكرم يكونان في الرجل وإن لم يكن له آباء لهم شرف.»
ويشعر ذيل كلامه بخلاف ما حكاه عنه.
وقال الطريحي : «المجد : الشرف الواسع في كلام العرب ـ إلى أن ذكر عن أبي عليّ أنّ : ـ «معناه : العلوّ والكمال والرفعة» ـ وذكر أيضا أن : ـ المجد : الكرم والعزّ ، وفي الخبر : «المجد حمل المغارم وإيتاء المكارم.» ورجل ماجد : كريم شريف.»
وعلى هذا فالظاهر أنّ المجد هنا هو العلوّ والعزّ ، فيصحّ اتحاده مع الملك ؛ إذ حقيقته السلطنة على الشيء والاستعلاء عليه وإن أخذ الأوّل وصفا للشيء في حدّ نفسه ، فلا يقال : مجده وعزّه بخلاف مجد وعزّ الشيء ، والثاني وصفا إضافيّا خاصّا ، فيقال : ملكه ولا يقال : ملك من دون اعتبار متعلق إن أخذ الملك مكسورا ، الّذي يعبّر عن صاحبه بالمالك ، لا الملك بالضمّ ، الّذى يشتقّ منه الملك. وذلك لأنّ العلوّ والعزّ لا يعقلان ما لم يلاحظ سائر الاشياء ولو إجمالا ليصدق العلوّ والعزّ باعتباره ؛ ألا ترى أنّه إذا فرضنا انحصار الموجود في واحد لم يصحّ وصفه بالعلوّ والعزّ ما لم يقايس بسائر الاشياء ولو وهما؟ غاية الامر عدم لزوم ملاحظة أمر خاصّ في التوصيف ، بل يصحّ اعتباره وصفا مع ملاحظة إجماليّة كالملك بالضمّ