خصوصا بملاحظة التطبيق بين ظواهر الآيات والتفاسير المأثورة عنهم عليهمالسلام. فعسى أن يتحصّل منه قواعد يستخرج منها علوما كثيرة من سائر مراتب القرآن ؛ إذ ما ذكرناه إنّما هو في عالم لفظ القرآن ونشره ، ولعلّه المراد من التنزيل في جملة من الاخبار.
وأمّا مراتبه الكثيرة الخارجة عنه ، فجميعه إنّما هو عند المعصومين ، كما استفاضت به الاخبار ، بل المتواترات به ، بل لا يحصي جميع مراتب حرف واحد منها غيرهم عليهمالسلام ، أو من علّموه من خواصّهم إن أمكن لغيرهم إحصائه.
وقد نقل «السيّد البحرانيّ» [رض] في «غاية المرام» عن ابن طاووس [ره] أنّه قال : ذكر أبو عمرو الزاهد واسمه محمّد بن عبد الواحد في كتابه باسناده أنّ علي بن أبي طالب عليهالسلام قال :
«يابن عبّاس ، إذا صلّيت عشاء الآخرة فالحقني إلى الجبّان.
قال : فصلّيت ولحقته وكانت ليلة مقمرة.
قال : فقال لي : ما تفسير الالف من الحمد؟ فقال : فما علمت حرفا اجيبه ، فتكلّم في تفسيرها ساعة واحدة تامّة.
قال : فما تفسير الحاء من الحمد؟ فقلت : لا أعلم. فتكلّم فيها ساعة تامّة.
قال : قال عليهالسلام : فما تفسير الميم؟ قال : قلت : لا أدري. قال : فتكلّم فيها ساعة تامّة.
قال : ثمّ قال : فما تفسير الدال من الحمد؟ قال : قلت : لا أدري. قال : فتكلّم فيها إلى برق عمود الفجر.
قال : فقال لي : قم يابن عبّاس إلى منزلك وتأهّب لفرضك. قال أبو العبّاس عبد الله بن العبّاس : فقمت وقد وعيت كلّما قال ،