ثمّ تفكّرت فاذا علمي بالقرآن في علم علي عليهالسلام كالقرارة في المثعجر.» (١)
وعنه في كتاب «سعد السعود» نقله من طريق العامّة ، عن أبي حامد الغزالي :
«قال عليّ عليهالسلام لمّا حكى عهد موسى أنّ شرح كتابه كان أربعين حملا : «لو أذن الله ورسوله لي ، لأشرع في شرح معاني ألف الفاتحة حتّى يبلغ مثل ذلك.» يعني : أربعين وقرا أو حملا ، وهذه الكثرة في السعة والافتتاح في العلم لا يكون إلا لدنّيّا سماويا إلهيّا ، هذا آخر لفظ محمّد بن محمّد بن محمّد الغزالي.» (٢)
ولا شكّ أنّ القدر الّذي يفيده الالفاظ باعتبار اوضاعها اللغويّة والعرفيّة نسبته إلى سائر مراتبه المجتمعة عندهم عليهمالسلام كنسبة القطرة من البحر ، فلا جرم مثل «قتادة» و «أبي حنيفة» وأضرابهما لم يورثوا منه حرفا واحدا ؛ إذ غاية إدراكهم قشر الحرف الواحد.
ومن هنا يعلم الجواب عن جملة اخرى من الاخبار المشار إليه ، وأنّ ما دلّ من الاخبار على انحصار علم القرآن أو تمامه لهم عليهمالسلام ، لا تنفى صحّة التمسّك بظاهرها ؛ إذ العالم به بالنسبة إلى أصل علم القرآن كالعامي الصرف العالم بأنّ كتاب «الشفاء» للشيخ الرئيس اسمه الشفاء ، وحجمه كذا ، وجلده كذا ، ولون جلده وأوراقه كذا ، ومداده من السواد أو الحمرة ، وسطور الصفحة كم هي ؛ فهل
__________________
(١) قال المؤلف (ره) في الحاشية : «كالقرارة في المثعجر» أي : كالغدير في جنب البحر. كذا قيل. والحديث في غاية المرام ، المقصد الثاني ، الباب الخامس والعشرون ، ص ٥١٣ ؛ وتراه في سعد السعود ، ص ٢٨٤ ؛ والبحار ، ج ٩٢ ، ص ١٠٤.
(٢) المصادر السابقة.