شخص الفعل بان يفعل كل منهما شخصا او شخصين او اشخاصا بالسوية من ذلك الفعل ، واما اتصال زمان الفعل كما ذكر فى الشرح فليس بمعتبر اذ تلك القراءة مثلا يمكن ان يقع نصفها من احدهما فى عشرين دقيقة ونصفها الاخر فى عشرين دقيقة يفصل بينهما بعشر دقائق مثلا ويقع من الاخر كلها فى ستين دقيقة متصلة فلا مرية فى ان الاول اقوى بحسب الشدة من الاخر ، نعم بعض الافعال لا يقع الا فى زمان متصل كالرمى الواحد الّذي مثل به فى الشرح ، وكأنّ المثال اوقع فى الخطاء ، وفى هذا الصنف غير المتناهى قوة ما يقع فعله لا فى زمان ، والاقوى فى الثانى ما يكون زمان فعله ازيد ، ويعتبر فيه اتصال الفعل المستلزم لاتصال الزمان ووحدة الآلة ان كان الفعل ذا الآلة ووحدة حقيقة الفعل سواء كان شخص الفعل من كل منهما واحدا كراميين يرمى كل منهما سهما يكون زمان كون احدهما فى الهواء ازيد من الاخر او متعددا كاثنين يبتدئان فى الحرب ويقتلان ويكل احدهما وينتهى عن الحرب ويبقى الاخر عليها وكاتبين يبتدئان فى الكتابة ويكل احدهما قبل الاخر ، وفى هذا الصنف غير المتناهى قوة ما يقع فعله فى زمان غير متناه.
وفى الاصناف الثلاثة لا بدّ من اتحاد الفاعلين نوعا بأن كانا انسانين او حمارين او نملتين او شجرتين من صنف واحد او نارين مثلا والا لا ينضبط امر القوة والضعف الا بنسب تؤخذ بينهما وهو فى غاية الصعوبة ، ووجه اخذ القيود المذكورة فى كل منها يظهر بيسير من التأمل.
قوله : عمل متصل فى زمان ـ قد عرفت موارد وجوب اتصال الفعل والزمان وعدمه.
قوله : اما مع وحدته ـ اى وحدة شخص الفعل او اشخاصه على ما مر بيانه ، وهذه الوحدة هى المائزة بين هذا الصنف والصنف الاخر اللذين هما بحسب المقدار دون وحدة حقيقة الفعل فانها مشتركة.
قوله : واتصال زمانه ـ قد عرفت عدم وجوب اتصال الزمان فى هذا الصنف ، نعم ما لا يتناهى من هذا الصنف يعتبر فيه اتصال الزمان والا لم يكن غير متناه