الا انها بالنظر الى ارتباطها بسائر الكائنات الفاسدات يتحقق منها امور مبغوضة الى اشخاص معدودة وكذا الماء وكذا الحيات والعقارب وغيرها من حيث هى موجودات خيرات يترتب على وجودها منافع ربما يخفى علينا اكثرها ولكن من جهة ارتباطها بغيرها تقع امور يبغضها الناس ويعدونها شرورا هذا.
اذا تمهدت هذه الامور فاعلم ان بعض القوم كصاحب الشوارق قال ببداهة هذه القضايا اى الوجود خير والعدم شر وعكساهما وقال لو كان فيها خفاء فلعدم تحقيق ماهية الخير والشر ثم اورد امثلة كالشارح هاهنا وحلل كل واحد منها الى امور وجودية وامور عدمية وبين ان الشرور فيها راجعة الى الامور العدمية وظاهر بعضهم انها نظرية واستدل عليها فى اواخر حكمة الاشراق فى مبحث الشر والشقاوة وفى اوائل الموقف الثامن من السفر الثالث من الاسفار بدليل يراجع الطالب له إليه.
المسألة الثامنة
( فى أن الوجود لا ضد له )
قول الشارح : المسألة الثامنة ـ كان ينبغى ان يجعل هذه المسألة واللتين بعدها مسألة واحدة كما صنع صاحب الشوارق رحمهالله.
قوله : اقول الضد ذات الخ ـ يعنى الضد موجود جوهرى لا يجتمع مع جوهرى آخرا وعرضى لا يجتمع مع عرضى اخر فى محل واحد والجوهرى كصورة الذهب الحالة فى مادته فانها لا تجتمع مع صورة الفضة مثلا فى تلك المادة والعرضى كالسواد الحال فى الموضوع فانه لا يجتمع مع البياض مثلا فى ذلك الموضوع فحلول صورة الفضة فى تلك المادة والبياض فى ذلك الموضوع انما يمكن عند زوال صورة الذهب عنها وزوال السواد عنه.
قوله : فى الوجود ـ اى فى الخارج لان المتقابلين يمكن اجتماعهما فى الذهن وسيأتى بيانه فى المسألة السابعة والثلاثين.
اعلم ان نفى الضدية عن الوجود وكذا نفى المثلية عنه فى المسألة التاسعة