قول المصنف : والسكون حفظ النسب ـ السكون كالحركة يقع فى المقولات الاربع ، واختلف فى السكون الاينى ما هو؟.
لا شبهة فى ان للجسم اذا لم يتحرك ثلاثة امور متلازمة : الاول كونه واستقراره فى مكان غير متبدل عليه ، الثانى حفظ نسبه مع الاجسام الثابتة على حالها ، الثالث عدم الحركة عنه مع شأنيته لها ، واطلاق السكون على كل من هذه المفاهيم صحيح لا جدوى للنزاع فيها.
ولا يخفى ان نظير المعنى الاول والثالث يأتى فى السكون الوضعى والكيفى والكمى بان يقال مثلا : السكون الكيفى كون الجسم واستقراره فى كيف غير متبدل عليه ، او عدم الحركة عنه كيفا مع شأنيته لها ، وكذا فى الكم والوضع ، والمصنف حيث ذهب الى المعنى الثانى قال : وفى غير الاين حفظ النوع اذ لا يأتى المعنى الثانى فى غير السكون الاينى اذ نسب الجسم مع سائر الاجسام انما تعتبر بحسب المكان.
ان قلت : وبحسب الوضع أيضا ، قلت : لا اذ المراد بهذه النسب هو نسب القرب والبعد فاذا كان الجسم محفوظا باقيا على ابعاد ثابتة معينة مع سائر الاجسام الثابتة فهو ساكن اينا والا فهو متحرك اينا سواء تغير وضعه فى مكانه أم لا.
ثم ان عدم الحركة فى غير هذه المقولات عدم مطلق اذ ليس فيه شأنية الحركة.
قول الشارح : حصول الجسم فى حيز الخ ـ هذا عبارة اخرى عن المعنى الاول.
قول المصنف : يقابل الحركتين ـ اختلف فى ان ما يقابل الحركة الاينية هو السكون فى المبدأ او المنتهى او كلاهما ، فاذا قيل بالاول فالحركة السابقة على هذا المبدأ التى كانت إليه لا تقابل هذا السكون لانه سكون فى المنتهى بالنسبة إليه بل التى تقابله هى الحركة التى كانت منه ، واذا قيل بالثانى فالحركة اللاحقة بهذا المنتهى التى كانت منه لا تقابل هذا السكون لانه سكون فى المبدأ بالنسبة إليه بل التى تقابله هى الحركة التى كانت إليه ، واذا قيل بالثالث فالحركتان اى ما