ابو على بما حصله من علومها وكان يقال ان أبا على توصل الى احراقها لينفرد بمعرفة ما حصله منها وينسبه الى نفسه ولم يستكمل ثمانى عشرة سنة من عمره الا وقد فرغ من تحصيل العلوم باسرها التى عاناها وتوفى ابوه وسن ابى على اثنتان وعشرون سنة وكان هو وابوه فى الاحوال ويتقلدان للسلطان الاعمال ولما اضطربت امور الدولة السامانية خرج ابو على من خراسان الى كركانج وهى قصبة خوارزم واختلف الى خوارزم شاه على بن مأمون بن محمّد وكان ابو على على زى الفقهاء ويلبس الطيلسان فقرروا له فى كل شهر ما يقوم به ثم انتقل الى نسأ وابى ورد وطوس وغيرها من البلاد وكان يقصد حضرة الامير شمس المعالى قابوس بن وشمكير فى اثناء هذا الحال فلما اخذ قابوس وحبس فى بعض القلاع حتى مات ذهب ابو على الى دهستان ومرض بها مرضا صعبا وعاد الى جرجان وصنف بها الكتاب الاوسط ولهذا يقال له الاوسط الجرجانى واتصل به الفقيه ابو عبيد الجرجانى واسمه عبد الواحد ثم انتقل الى الرى واتصل بالدولة ثم الى قزوين ثم الى همذان وتقلد الوزارة لشمس الدولة ثم تشوش العسكر عليه فاغاروا على داره ونهبوها وقبضوا عليه وسالوا شمس الدولة قتله فامتنع ثم اطلق وتوارى ثم مرض شمس الدولة بالقولنج فاحضره لمداواته واعتذر إليه واعاده وزيرا ثم مات شمس الدولة وتولى تاج الدولة فلم يستوزره فتوجه الى اصبهان وبها علاء الدولة ابو جعفر بن كاكويه فاحسن إليه وكان ابو على قوى المزاج وتغلب عليه قوة الجماع حتى انهكته ملازمته واضعفته ولم يكن يدارى مزاجه وعرض له قولنج فحقن نفسه فى يوم واحد ثمانى مرات فقرح بعض امعائه وظهر له سحج واتفق سفره مع علاء الدولة فحصل له الصرع الحادث عقيب القولنج فامر باتخاذ دانقين من كرفس فى جملة ما يحقن به فجعل الطبيب الّذي يعالجه فيه خمسة دراهم منه فازداد السحج به من حدة الكرفس فطرح بعض غلمانه فى بعض ادويته شيئا كثيرا من الافيون وكان سببه ان غلمانه خانوه فى شيء فخافوا عاقبة امره عند برئه وكان مذ حصل له الا لم يتحامل ويجلس مرة بعد اخرى ولا يحتمى ويجامع فكان يمرض اسبوعا ويصح اسبوعا ثم قصد علاء الدولة همذان من اصبهان