قول الشارح : والاول باطل الخ ـ اى كون تكليف الكافر مع وجود اللطف باطل لان هذا اللطف اما لا يؤثر واما يؤثر ، وعلى الاول فليس ما فرض لطفا بلطف لانه لم يؤثر ولم يحصل الملطوف فيه عنده ، وعلى الثانى فيكون الكافر مؤمنا لان اثر اللطف هو ذلك.
قول الشارح : ان اللطف ليس معناه الخ ـ حاصل الجواب اختيار ان تكليف الكافر مع وجود اللطف ، ولكن قولكم : فيكون الكافر مؤمنا لان اثر اللطف ذلك ممنوع لان اثره لو كان ذلك لكان الجاء لا لطفا.
قول الشارح : ان الاخبار بان المكلف الخ ـ هذا قياس استثنائى صورته ان اللطف لو كان واجبا لما فعل الله تعالى ما ينافيه لكنه تعالى فعل ذلك لانه تعالى اخبر ان المطيع سعيد فى الآخرة من اهل الجنة والعاصى شقى فيها من اهل النار ، والاول يوجب الرجاء المفرط فى المطيع فيغرى بالمعاصي ، والثانى يوجب اليأس المفرط فى العاصى فلا يأتى بالطاعات.
قول الشارح : لجواز ان يقترن به الخ ـ وذلك كالايات التى اوعد فيها العاصين بالعذاب فان المؤمن اذا قرأها يحصل فى نفسه الخشية ويمتنع من الاقدام على المعاصى ، وكذلك نقول فى العاصى فان ياسه يجبر بالآيات التى وعد الله تعالى فيها العفو للعاصين والمغفرة لهم ، واما الكفار فالجاهل منهم بصدق اخبار الله تعالى لا يفيده الوعد والوعيد شيئا ، وان افاده كما اذا اطلع عليها وكان شاكا فالكلام فيه كالكلام فى العاصى فان آيات الوعد تجره الى الرجاء وآيات الوعيد تجره الى الخوف فيحصل الاعتدال وهو لطف ومصلحة ، واما العارف منهم المعاند فليكن ما كان وعليه لعنة الابد.
قول المصنف : دون الذم ـ فى حسن الذم أيضا نظر ، وذم الباعث غيره على القبيح قياس مع الفارق ان كان عالما بالقبح ، ومع الجهل فحسن الذم ممنوع أيضا ، وذم ابليس لعنه الله لا يدل على انه حق حسن ، نعم القبيح مذموم فى نفسه ، بل اقول : ان اللطف ان كان مقربا فمع منعه لا يقبح الذم ولا التعذيب أيضا ، واما ان كان محصلا