وروى المجلسى رحمهالله فى البحار باب الجنة عن تفسير الامام عليهالسلام ذيل قوله تعالى : ( كُلَّما رُزِقُوا ) الخ : فاسماؤه كأسماء ما فى الدنيا من تفاح وسفر جل ورمان وكذا وكذا ، وان كان ما هناك مخالفا لما فى الدنيا فانه فى غاية الطيب ، وانه لا يستحيل الى ما يستحيل إليه ثمار الدنيا من عذرة وسائر المكروهات من صفراء وسوداء ودم ، بل لا يتولد عن مأكولهم الا العرق الّذي يجرى من اعراضهم اطيب من رائحة المسك.
ان قلت : روى فى البحار باب الجنة عن تفسير القمى رحمهالله ذيل قوله تعالى وزرابى مبثوثة قال : كل شيء خلقه الله فى الجنة له مثال فى الدنيا الا الزرابى فانه لا يدرى ما هى ، قلت : ان المماثلة فى الاصطلاح هى الاتحاد فى الحقيقة ، واما فى العرف فاعم من ذلك ، فالحق ان الموعود ثوابا هو الجنة وهو فوق ما يتمناه الانسان وليس من جنس ما الفه فى الدنيا وان سمى باسمائه.
قول الشارح : واحتج القاضى الخ ـ عدم القدرة على الاستيفاء والمطالبة وعدم عرفان المقدار والجنس لا ينافى القدرة على الاسقاط.
قول الشارح : وفى هبته نفع الخ ـ اشارة الى شرطين لصحة اسقاط الحق : انتفاع المسقط له بالاسقاط وان كان دفع ضر عنه والا كان الاسقاط لغوا عبثا ، وامكان انتقال الحق من ذيه إليه والالم يتحقق الاسقاط بانشائه.
قول الشارح : اذا علم دينه الخ ـ بفتح الدال اى حقه وملكه ، وان بالفتح عطف عليه ، وآثر بصيغة الماضى من الايثار اى الاختيار عطف على علم ، فاذا تمت هذه الثلاثة تم المقتضى للاسقاط ، وحاصل كلام الشارح ان المقتضى للاسقاط فيما نحن فيه موجود والمانع الشرعى وكذا العقلى مفقود ، وشرطه متحقق ، فالعوض ان كان على المخلوق صح اسقاطه.
اقول : الآيات والاخبار الكثيرة دالة على حسن العفو والصفح عن الظالم والترغيب عليه لا سيما اذا كان مؤمنا قريبا ، بل فى الاحاديث ما يدل على ان الله تعالى يدعو عباده يوم القيامة الى التتارك والتعافى ويعدهم على ذلك بالتفضل والانعام ،