والزيدية والمرجئة والمتسمون باصحاب الحديث على خلاف ذلك ، واجازوا الامامة فى من لا معجز له ولا نص عليه ولا توقيف.
وقال الشارح العلامة فى نهج الحق : المبحث الثالث فى طريق تعيين الامام ، ذهبت الامامية كافة الى ان الطريق الى تعيين الامام امران : النص من الله تعالى او نبيه او امام ثبتت إمامته بالنص عليه او ظهور المعجزات على يده لان شرط الامام العصمة وهى من الامور الخفية الباطنة التى لا يعلمها الا الله تعالى.
قول الشارح : او الميراث ـ اى يكون ممن ثبت له حق الوراثة وان لم يكن ذا سهم لمانع ممن فى الطبقة السابقة ، وغرضهم اثبات حق الامامة للعباس ليجرى فى اعقابه.
قول الشارح : او الدعوة الى نفسه ـ بشرط ان يكون عالما زاهدا شجاعا قائما بالسيف من ولد فاطمة سلام الله عليها ، والزيدية هم اتباع زيد بن على بن الحسين بن على بن ابى طالب عليهمالسلام ، افترقوا خمس فرق : الجارودية ، السليمانية ، البترية ، النعيمية ، اليعقوبية ، ولهم مقالات مختلفة مذكورة فى كتب المذاهب.
اقول : ان زيدا سلام الله عليه كان ممدوحا عند الائمة عليهمالسلام ، عارفا بحقهم ، مرضيا عندهم ، مأذونا منهم فى الباطن للخروج ، قاصدا لردّ الامر الى صاحبه ان ظفر عليه ، ماقتا لمن تقدم على امير المؤمنين عليهالسلام فى الخلافة ، وما نسب إليه فى بعض الآثار من منعه اصحابه عن الطعن فى الشيخين ان صح فانما كان للتقية ، وما روى فى بعض الاخبار من المعارضة والاعتراض على الامام الصادق عليهالسلام ان صح كان احتيالا لئلا يظهر موافقته اياه للخروج حتى يحفظ عليهالسلام عن تعرض السلطان ، وما اشتهر من الزيدية من العقائد والفتاوى المخالفة لمذهب الائمة عليهمالسلام انما حدث بينهم من بعده كاختلافهم وتفرقهم فرقا ، وان صح بعضها عنه كان للتقية ، وما ذكر الشهرستانى فى الملل والنحل من ان زيدا سلام الله عليه تلمذ فى الاصول لواصل بن عطاء الغزال الالثغ رأس المعتزلة ورئيسهم فاقتبس منه الاعتزال وصارت اصحابه كلهم