فناء الممكنات منحلة بما سلف منا فى مبحث قدرته تعالى من انه تعالى مختار بالذات وخاصة الاختيار تساوى العدم والوجود فى كل ما انشأه على اى تقدير فرض.
قول الشارح : الثالث ان دوام الخ ـ توضيحه ان الانسان اذا احترق بالنار لا سيما تلك النار الموصوفة بتلك الاوصاف الهائلة فسد مزاجه وتفرق اجزاؤه ، واذا كان ذلك لم يبق علاقة للنفس بالبدن حتى يتألم الما حسيا ، فكيف تقولون : انه يبقى حيا ويتألم دائما ، والجواب ان تفرق الاجزاء كما امكن بعد التيامها امكن التيامها بعد تفرقها ، وكما امكن ذلك بفصل من الزمان امكن بلا فصل منه وبفصل قصير فى الغاية بحيث لا يحس كما قال تعالى : ( كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ ) ، فاذا تكرر التفرق والالتيام هكذا احس الالم دائما من دون ان يكون حيا لان الالتيام لا يبقى ولا ميتا لان التفرق لا يبقى كما قال تعالى : ( لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى ).
قول الشارح : الرابع ان تولد الخ ـ بيانه ان النفس لا يتعلق بالبدن الا اذا استعد باستعداد خاص وهذا الاستعداد لا يحصل الا فى منى الرجل اذا وقع فى رحم المرأة ومضى عليه زمان ، واين المنى واين الرحم عند البعث والحشر ، والجواب أولا بالنقض كما ذكر الشارح ، وثانيا ان هذا الحصر لا دليل عليه ، بل الواجب حصول هذا الاستعداد لاجزاء جسمانية سواء كانت فى الرحم او فى وعاء آخر.
قول الشارح : الخامس ان القوى الخ ـ على ما مر بيان ذلك فى المسألة الثانية عشرة من الفصل الثالث من المقصد الاول ، والجواب ان القوة الجسمانية فعلا او انفعالا اذا كان بسبب المجرد آثارها كحركات الافلاك على ما عليه الفلاسفة يمكن ان تكون غير متناهية ، والنفس مجردة لا سيما فى الجنة