.................................................................................................
______________________________________________________
يسلم وجود مثل هذا الفرد ، بل يجب في الجملة اعلامه بوجه.
ولو لم يكن أصلا ، ما نقول بإمكانه البتة ، لاستحالة عقاب مثله على الله عقلا ، وعدم وصول النبوة أو الإمامة البتة.
ولانه لو لا ذلك ، لزم افحام الأنبياء ، وعدم التكليف بالكليّة ، فيلزم الفساد في العام ، فلا بدّ ان يلقى الله تعالى في قلبه وجوب الاسماع والتفتيش والتفسير حتى يرتفع محذور تكليف الجاهل والمذكورات.
وانه يكفى في الأصول أيضا مجرد الوصول إلى الحق بمثل ما مر مرارا ، وانه يكفى ذلك لصحة العبادة المشروطة بالقربة ، من غير اشتراط البرهان والحجة على ثبوت الواجب وجميع الصفات الثبوتية والسلبية والنبوة والإمامة وجميع أحوال القبر ويوم القيامة ، بل يكفي في الايمان اليقين ثبوت الواجب والوحدانية والصفات في الجملة بإظهار الشهادة به وبالرسالة وبإمامة الأئمة ، وعدم إنكار ما علم من الدين بالضرورة ويلزمه اعتقاد سائر المذكورات في الجملة.
هذا ظني ، قد استفدته أيضا من كلام منسوب إلى أفضل العلماء وصدر الحكماء نصير الحق والشريعة ومعين الفرقة الناجية بالبراهين العقلية والنقلية على حقيقة مذهب الشيعة إلا ثنا عشرية نفعه الله بعلومه الدينية وحشره الله مع محمد خاتم الرسالة وآله الامناء الأئمة عليهم أفضل السلام والتحية.
ومما يؤيده الشريعة السهلة السمحة ، وان البنت (التي ما رأت أحدا إلا والديها مع فرضهما متعبدين بالدين الحق ، فكيف الغير) إذا بلغت تسعا يجب عليها جميع ما يجب على غيرها من المكلفين على ما هو المشهور عند الأصحاب ، مع انها ما تعرف شيئا ، فكيف يمكنها تعلم كل الأصول بالدليل ، والفروع من أهلها على التفصيل المذكور ، قبل العبادة ، مثل الصلاة على ان تحقيقها العدالة في غاية الإشكال كما مر. وقد لا يمكن لها فهم الأصول بالتقليد فكيف بالدليل. وعلى ما ترى انه قد صعب على أكثر الناس من الرجال والنساء جدا فهم شيء من