.................................................................................................
______________________________________________________
والظاهر انها الإقرار بإمامتهم ، والاخبار في ذلك كثيرة جدا ، حتى ورد : من فضلهم على غيرهم ولكن لم يبرء من غيرهم ليس بشيء ، ولا يقبل ولايته ولا يدخل الجنة ، وانه عدو (١)
واما الجاهل المحض الغافل من ذلك كله ـ بحيث لا يعد مقصرا ، لو وجد ، أو عد في الجملة ، حيث دل عقله على التفتيش ، وما فعل ، لتقصير أو لجهل : فذلك يرجى له الدخول في الجنة في الجملة ، ووجدت قريبا الى هذا المعنى في بعض الاخبار.
بل انه : كل من لم يبرء وليس بعدوّ لنا ، يرجى له الجنة ، وليس ببعيد من كرم الله وكرمهم ذلك.
وقد صرح المصنف في شرحه على التجريد : بان مذاهب أصحابنا فيهم ثلاثة ، الجنة مطلقا ، والنار مطلقا. (٢)
وقال نصير الملة والدين : محاربو على كفرة ، ومخالفوه فسقة ، فهو يدل على جواز دخولهم الجنة ، لأنهم فساق ، الله يعلم.
فيحتمل عدم سقوط التكليف بالايمان وتوابعه عن هذه الطائفة ، خصوصا غير الأخيرة ، فيكونون مكلفين بالأداء والقضاء ومعاقبون بها لعدم الصحة ولو فعلوا.
__________________
الليل في ذلك المكان ، ثم لقي الله بغير ولا ولايتنا لم ينفعه ذلك شيئا)
(١) الوسائل باب (١٠) من أبواب صلاة الجماعة حديث : ٣
(٢) هكذا وجدنا العبارة في النسخ المطبوعة وفي النسخ المخطوطة التي عندنا ، ولننقل عبارة المصنف قدس سره في شرحه على التجريد. قال : (المسئلة الثامنة) في أحكام المخالفين. الى ان قال : واما مخالفوه في الإمامة ، فقد اختلف قول علمائنا. فمنهم من حكم بكفرهم ، لأنهم دفعوا ما علم ثبوته من الدين ضرورة ، وهو النص الجلي الدال على إمامته مع تواتره. وذهب آخرون إلى أنهم فسقة ، وهو الأقوى. ثم اختلف هؤلاء ، على أقوال ثلاثة ، أحدها أنهم مخلدون في النار لعدم استحقاقهم الجنة ، الثاني ، قال بعضهم : انهم يخرجون من النار إلى الجنة ، الثالث ، ما ارتضاه ابن نوبخت وجماعة من علمائنا أنهم يخرجون من النار لعدم الكفر الموجب للخلود ، ولا يدخلون الجنة لعدم الايمان المقتضى لاستحقاق الثواب