.................................................................................................
______________________________________________________
وابن ابى الحديد بالغ في كون الخطبة الشقشقية منه عليه السلام وقال : ان كونها منه مثل ضوء النهار واطلع على الشكاية التي فيها ، ثم قال : فيشكل الأمر علينا ، لا على الشيعة ، فيجيب بأنه وقع لترك الاولى.
وهل يقول العاقل بجواز مثل هذا الكلام وإسناد الأمور القبيحة الى الصحابة والامام القائم مقام النبي مع كونه اماما عدلا كذلك لأن في هذه الخطبة : (فرأيت ان الصبر على هاتي احجى ، فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى. الى قوله : الى ان قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضم الإبل نبتة الربيع) ، وغير ذلك.
وقال ابن أبي الحديد أيضا في شرحه : ان المفيد راى في المنام فاطمة عليها السلام جائت بالحسن والحسين عليهما السلام ، وقالت له يا شيخ علّم ولديّ هذين الفقه ، ثم في الصباح جائت فاطمة أم السيد المرتضى وأخيه الرضى الدين ، بهما اليه ، وقالت له ذلك مع اعترافه ان المفيد مجتهد عظيم من علماء هذه الطائفة ، ومعلوم انه انما يعلمهما فقهه ، وأمثالها كثيرة.
وبالجملة ليس هذا الكتاب محل مثله ، وقد أظهرت بعض ذلك في بعض الرسائل ، والأصحاب صنفوا فيه كتبا جزاهم الله خيرا من أراد ان يطلع عليها فليرجع إليها.
وبالجملة : من يكون بحال ، لا يعذر ، فهو مثل الكافر كما قلناه ، ويمكن حمل الأخبار الواردة في عدم صحة عباداتهم ـ مثل ، ولو عمر ما عمر نوح ألف سنة الا خمسين عاما يصوم نهارا ويقوم ليلا بين الركن والمقام ما يقبل منه بغير ولاية أهل البيت (١) ـ على هؤلاء.
__________________
(١) الوسائل باب (٢٩) من أبواب مقدمة العبادات حديث : ١٢ ولفظ الحديث (عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قال لنا على بن الحسين عليه السلام اى البقاع أفضل؟ فقلنا : الله ورسوله وابن رسوله اعلم ، فقال لنا : أفضل البقاع ما بين الركن والمقام ، ولو ان رجلا عمر ما عمر نوح في قومه ، ألف سنة الا خمسين عاما ، يصوم النهار ويقوم