.................................................................................................
______________________________________________________
وكذا عدم سماع الثاني قوله صلى الله عليه وآله حين الموت : ايتوني بالدواة والقلم حتى اوصى بما تفعلون بعدي وقال ليست المصلحة في ذلك ، بل ينبغي ان يترك إلى رأي الجماعة ، وتركوا (١)
وانظر إليها العاقل هل يتكلم مثل هذا الكلام من له أدنى معرفة في الأمور ، فإنه ترك لقوله صلى الله عليه وآله الصريح الذي هو حجة المجتهدين ، وحكمه الذي يسعون في تحصيله والاطلاع عليه ، ليستنبطوا منه فرعا ويستدلون به عليه ، وقول بالعمل بما ظهر عندهم انه الصواب ، لا ما قاله النبي (ص) وليس ذلك الّا تصويب فعلهم وقولهم وتخطئة النبي (ص) وتسميته ـ مثل هذا الفاضل ذلك اجتهادا ـ خطاء فاحش.
وما في شرح العضدي ـ حين قال صلى الله عليه وآله في حج التمتع : من لم يسق الهدى يحل ولا يبقى على إحرامه ، وهو (ص) بقي لأنه ساقه ـ انه ترك عمر ذلك وبقي على إحرامه مع عدم سياقه الهدى وقال نغتسل! والنبي (ص) أغبر؟ وقال : انه دليل على تقديم فعله على قوله صلى الله عليه وآله عند التعارض.
وما تفكر ، اين التعارض؟ فان هنا منع النبي صلى الله عليه وآله ذلك وقال : ان فرضي غير فرضكم وأمر بالتمتع ، وما تمتع عمر وفعل خلافه ، وأمثال ذلك كثيرة جدا.
__________________
(١) ما عثرنا عليه من شرح إلهيات المواقف ، في تذييل الإمامة ، هذا لفظه :
قال الآمدي : كان المسلمون عند وفاة النبي عليه السلام على عقيدة واحدة وطريقة واحدة الأمن كان يبطن النفاق ويظهر الوفاق ، ثم نشأ الخلاف فيما بينهم أو لا في أمور اجتهادية لا توجب ايمانا ولا كفرا ، وكان غرضهم منها اقامة مراسم الدين ، وادامة مناهج الشرع القويم ، وذلك كاختلافهم عند قول النبي في مرض موته ، ائتوني بقرطاس اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعدي ، حتى قال عمر : ان النبي قد غيبه الوجع ، حسبنا كتاب الله ، وكثر اللغط في ذلك ، حتى قال النبي : قوموا عنى ، لا ينبغي عندي التنازع. وكاختلافهم بعد ذلك في التخلف عن جيش أسامة ، فقال قوم : بوجوب الاتباع ، لقوله عليه السلام : جهزوا جيش أسامة لعن الله من تخلف عنه ، وقال قوم : بالتخلف انتظارا لما يكون من رسول الله في مرضه. وكاختلافهم. إلى أخره.