.................................................................................................
______________________________________________________
السبيل (١)
ورواية عمار بن مروان عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : من سافر قصر وأفطر ، الا ان يكون رجلا سفره الى صيد ، أو في معصية الله ، أو رسول لمن يعصى الله ، أو في طلب عدو أو شحناء ، أو سعاية أو ضرر على قوم من المسلمين (٢)
وهذه كالصريح في المطلب ، وتدل على تحريم الرسالة لمن يعصى الله ، كأنه فيما يعصى الله ، وظاهرها عامة.
ورواية أبي سعيد الخراساني قال : دخل رجلان على أبي الحسن الرضا عليه السلام بخراسان فسألاه عن التقصير؟ فقال ، لأحدهما وجب عليك التقصير ، لأنك قصدتني ، وقال للآخر وجب عليك التمام ، لأنك قصدت السلطان (٣)
فيها دلالة على تحريم قصد السلطان الجور ، فملازمته وخدمته بالطريق الاولى ، ويؤيده ما سبق من تحريم رسالته.
واعلم ان ليس هنا خبر يكون سنده خاليا عن قصور ، إلا رواية عمار بن مروان ، فإنها صحيحة في الفقيه على الظاهر ، وهي ظاهرة في التعميم الذي ذكره الأصحاب ، وقال في المنتهى : ان رواية عبيد بن زرارة موثقة ، وفيه تأمل ، لجهل ابن فضال (٤) الواقع في الطريق.
واما دلالتها على العموم فظاهرة في البعض ، فالاعتماد هنا على قول الأصحاب ، ونقل الإجماع على ما مر ، وعدم وجود الخلاف ، مع التأييد بالأخبار الكثيرة المشهورة المعمولة ، وبالوجه العقلي الذي تقدم.
ويستفاد التعميم من كلامهم ، حتى قال في المنتهى ، بعد رواية عبيد ، والتعليل
__________________
(١) الوسائل باب (١١) من أبواب صلاة المسافر حديث : ٩
(٢) الوسائل باب (٨) من أبواب صلاة المسافر حديث : ٣
(٣) الوسائل باب (٨) من أبواب المسافر حديث : ٦
(٤) سند الحديث كما في التهذيب (احمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن عبيد بن زرارة).