و «يكفرون» في محلّ نصب خبرا ل «كان» ، و «كان» وما في حيّزها في محل رفع خبرا للمبتدأ كما تقدم.
قوله : (بِآياتِ اللهِ)(١) متعلّق ب «يكفرون» ، والباء للتعدية.
قوله : (وَيَقْتُلُونَ) في محلّ نصب عطفا على خبر «كان» ، وقرىء (٢) : «تقتلون» بالخطاب التفاتا إلى الخطاب الأول بعد الغيبة. و (يَقْتُلُونَ) بالتشديد للتكثير.
قوله : (النَّبِيِّينَ) مفعول به جمع «نبي».
والقراء (٣) على ترك الهمزة في النّبوة ، وما تصرف منها ، ونافع المدني على الهمز في الجميع إلّا موضعين : في سورة «الأحزاب» : (لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ) [لأحزاب : ٥٠] ، (بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا) [الأحزاب : ٥٣] ، فإن قالون حكى عنه في الوصل كالجماعة وسيأتي. وأما من همز فإنه جعله مشتقا من «النبأ» وهو الخبر ، فالنّبيّ «فعيل» بمعنى «فاعل» أي : منبّىء عن الله برسالته ، ويجوز أن يكون بمعنى «مفعول» ، أي : أنه منبّأ من الله بأوامره ونواهيه ، واستدلّوا على ذلك بجمعه على «نبآء» ك «ظريف وظرفاء» قال العبّاس بن مرداس : [الكامل]
٥٤٥ ـ يا خاتم النّبآء إنّك مرسل |
|
بالحقّ كلّ هدى الإله هداكا (٤) |
فظهور الهمزتين يدلّ على كونه من «النّبأ» ، واستضعف بعض النحويين هذه القراءة ، قال أبو علي : «قال سيبويه» (٥) : بلغنا أن قوما من أهل التحقيق يحققون «نبيئا وبريئة» قال : وهو رديء ، وإنما استردأه ؛ لأن الغالب في استعماله التخفيف. وقال أبو عبيدة الجمهور الأعظم من القراء والعوامّ على إسقاط الهمز من النّبي والأنبياء ، وكذلك أكثر العرب مع حديث رويناه ، فذكر أن رجلا جاء إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : «يا نبيء الله»
__________________
(١) سقط في ب.
(٢) قرأ بها الحسن بن أبي الحسن ، وقراءة التشديد لعلي ـ رضي الله عنه ـ ، ونسبت للحسن.
انظر المحرر الوجيز : ١ / ١٥٥ ، والبحر المحيط : ١ / ٣٩٩ ، والدر المصون : ١ / ٢٤٣ ، والقرطبي : ١ / ٢٩٢.
(٣) قرأ بالهمز نافع ؛ لأنه من النبأ ، ومن ذلك قوله تعالى : «مَنْ أَنْبَأَكَ هذا» ، فالنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ينبىء ، أي يخبر عن الله تعالى ، وعلى غرار ذلك قول عباس بن مرداس :
يا خاتم النّبآء إنك مرسل |
|
بالحق خير هدى السبيل هداكا |
انظر الحجة للقراء السبعة : ٢ / ٨٧ ، والسبعة : ١٥٦ ، والكشف عن وجوه القراءات : ١ / ٢٤٣ ، والعنوان : ٦٩ ، وحجة القراءات : ٩٨ ، وشرح شعلة : ٢٦٤ ، وإتحاف : ١ / ٣٩٥.
(٤) ينظر ديوانه : ص ٩٥ ، والكتاب : ٣ / ٤٦٠ ، ولسان العرب : (نبأ) ، وجمهرة اللغة : ص ١٠٢٨ ، والمقتضب : ١ / ١٦٢ ، ٢ / ٢١٠ ، والدر المصون : ١ / ٢٤٤.
(٥) ينظر الكتاب : ٢ / ١٧٠.