يكون أكثر ، وليس المراد ذكر ألف سنة قول الأعاجم [عش ألف سنة] بل [خرج مخرج](١) التكثير ، وهو معروف في كلام العرب.
قوله : (يَوَدُّ أَحَدُهُمْ) هذا مبني على ما تقدّم ، فإن قيل بأن (مِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا) داخل تحت «أفعل» كان في «يود» خمسة أوجه :
أحدها : أنه حال من الضمير في «لتجدنّهم» أي : لتجدنهم وادّا أحدهم.
الثاني : أنه حال من الذين أشركوا ، فيكون العامل فيه «أحرص» المحذوف.
الثالث : أنه حال من فاعل «أشركوا».
الرابع : أنه مستأنف استؤنف للإخبار بتبيين حال أمرهم في ازدياد حرصهم على الحياة.
الخامس ، وهو قول الكوفيين : أنه صلة لموصول محذوف ، ذلك الموصول صفة للذين أشركوا ، والتقدير : ومن الذين أشركوا الذين يودّ أحدهم.
وإن قيل بالانقطاع ، فيكون في محلّ رفع ؛ لأنه صفة لمبتدأ محذوف كما تقدّم.
قال القرطبي رحمهالله تعالى : أصل «يودّ» «يودد» ، أدغمت لئلا يجمع بين حرفين من جنس واحد متحركين ونقلت حركة الدال إلى الواو ، ليدل ذلك على أنه يفعل.
وحكى الكسائي : وددت ، فيجوز على هذا يودّ بكسر الواو و «أحد» هنا بمعنى واحد ، وهمزته بدل من واو ، وليس هو «أحد» المستعمل في النفي ، فإن ذاك همزته أصل بنفسها ، ولا يستعمل في الإيجاب المحض. و «يود» مضارع وددت بكسر العين في الماضي ، فلذلك لم تحذف الواو في المضارع ؛ لأنها لم تقع بين ياء وكسرة ، بخلاف «يعد» وبابه.
وحكى الكسائي فيه «وددت» بالفتح.
قال بعضهم : فعلى هذا يقال : «يودّ» بكسر الواو.
و «الوداد» : التمني.
قوله : (لَوْ يُعَمَّرُ) في «لو» هذه ثلاثة أقوال :
أحدها ـ وهو الجاري على قواعد نحاة «البصرة» ـ أنها حرف لما كان سيقع لوقوع غيره ، وجوابها محذوف لدلالة «يودّ» عليه ، وحذف مفعول «يودّ» لدلالة «لو يعمّر» عليه والتقدير : يود أحدهم طول العمر ، لو يعمر ألف سنة لسرّ بذلك ، فحذف من كلّ واحد ما دلّ عليه الآخر ، ولا محلّ لها حينئذ من الإعراب.
__________________
(١) في ب : المراد به.