وقول الآخر : [الكامل]
٧٠٥ ـ فكأنّه لهق السّراة كأنّه |
|
ما حاجبيه معيّن بسواد (١) |
فراعى المبدل منه في قوله : «تركت» ، وفي قوله : «معيّن» ، ولو راعى البدل ، وهو الكثير ، لقال «تركا» و «معيّنان» ؛ كقول الآخر : [الطويل]
٧٠٦ ـ فما كان قيس هلكه هلك واحد |
|
ولكنّه بنيان قوم تهدّما (٢) |
ولو لم يراع البدل للزم الإخبار بالمعنى عن الجثّة.
وأجاب أبو حيان عن البيتين بأن «رواحها وغدوها» منصوب على الظرف ، وأن قوله : «معيّن» خبر عن «حاجبيه» ، وجاز ذلك ؛ لأن كل اثنين لا يغني أحدهما عن الآخر ، يجوز فيهما ذلك ؛ قال : [الهزج]
٧٠٧ ـ .......... |
|
بها العينان تنهل (٣) |
وقال : [الكامل]
٧٠٨ ـ لكأنّ في العينين حبّ قرنفل |
|
أو سنبل كحلت به فانهلّت (٤) |
ويجوز عكسه ؛ قال : [الطويل]
٧٠٩ ـ إذا ذكرت عيني الزّمان الّذي مضى |
|
بصحراء فلج ظلّتا تكفان (٥) |
و «من» زائدة لتأكيد الاستغراق لا للاستغراق ؛ لأن «أحدا» يفيده بخلاف : «ما جاء من رجل» فإنها زائدة للاستغراق.
و «أحد» هنا الظاهر أنه الملازم للنفي ، وأنه الذي همزته أصل بنفسها.
__________________
(١) البيت للأعشى. ينظر شواهد الكتاب : ١ / ١٦١ ، شرح المفصل : ٣ / ٦٧ ، الخزانة : ٢ / ٣٧٠ ، الدرر : ٢ / ٢٢١ ، اللسان (عين) ، الدر : ١ / ٣٢٢.
(٢) البيت لعبدة ينظر ديوانه : ص ٨٨ ، والأغاني : ١ / ٧٨ ، ٢١ / ٢٩ ، وخزانة الأدب : ٥ / ٢٠٤ ، وديوان المعاني : ٢ / ١٧٥ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي : ص ٧٩٢ ، وشرح المفصل : ٣ / ٦٥ ، والشعر والشعراء : ٢ / ٧٣٢ ، والكتاب : ١ / ١٥٦ ، ولمرداس بن عبدة في الأغاني : ١٤ / ٨٦ ، والدر المصون : ١ / ٣٢٣.
(٣) عجز بيت لامرىء القيس وصدره :
لمن زحلوفة زل
ينظر ديوانه : (١٥٤) ، أمالي ابن الشجري : ١ / ١٢١ ، والمحتسب : ٢ / ١٨٠ ، واللسان (زلل) ، والدر المصون : ١ / ٣٢٣.
(٤) البيت لسلمى بن ربيعة. ينظر الحماسة : (١ / ٢٨٥) ، أمالي ابن الشجري : ١ / ١٢١ ، حاشية الشيخ يس : ٢ / ٣٨٧ ، الدر المصون : ١ / ٣٢٣.
(٥) ينظر تذكرة النحاة : ص ٥٧٣ ، والدرر : ١ / ١٥١ ، والصاحبي في فقه اللغة : ص ٢٥٣ ، وهمع الهوامع : ١ / ٥٠ ، أمالي ابن الشجري : ١ / ١٢٢ ، والدر المصون : ١ / ٣٢٣.