٨٠٩ ـ والله لو لا حنف برجله |
|
ما كان في فتيانكم من مثله (١) |
ويقال : رجل أحنف ، وامرأة حنفاء.
وقيل : هو الاستقامة ، وسمي المائل الرّجل بذلك تفاؤلا ؛ كقولهم للّديغ «سليم» وللمهلكة : «مفازة» قاله ابن قتيبة [وهو مروي عن محمد بن كعب القرظيّ](٢).
وقيل : الحنيف لقب لمن تديّن بالإسلام ؛ قال عمرو : [الوافر]
٨١٠ ـ حمدت الله حين هدى فؤادي |
|
إلى الإسلام والدّين الحنيف (٣) |
[قاله القفال. وقيل : الحنيف : المائل عما عليه العامة إلى ما لزمه](٤).
قاله الزجاج ؛ وأنشد : [الوافر]
٨١١ ـ ولكنّا خلقنا إذ خلقنا |
|
حنيفا ديننا عن كلّ دين (٥) |
وأما عبارات المفسرين ، فقال ابن عباس والحسن ومجاهد رضي الله تعالى عنهم أجمعين : الحنيفية حج البيت (٦).
وعن مجاهد أيضا : اتباع الحق.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما : الحنيف المائل عن الأديان كلها إلى دين الإسلام.
وقيل : اتباع شرائع الإسلام.
وقيل : إخلاص الدين قاله الأصم.
وقال سعيد بن جبير : هي الحج الحسن ، وقال قتادة : الحنيفية الختان ، وتحريم الأمهات والبنات والأخوات والعمات ، وإقامة المناسك.
قوله : (وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) تنبيه على أن اليهود والنصارى أشركوا ؛ لأن بعض اليهود قالوا : عزير ابن الله ، والنصارى قالوا : المسيح ابن الله وذلك شرك.
وأيضا إن الحنيف اسم لمن دان بدين إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، ومعلوم أنه ـ عليهالسلام ـ أتى بشرائع مخصوصة ، من حجّ البيت والختان وغيرهما ، فمن دان بذلك فهو
__________________
(١) ينظر اللسان (حنف) ، معاني القرآن للزجاج : ١ / ١٩٤ ، مجمع البيان : ١ / ٤٨٦ ، الفخر الرازي : ٤ / ٨٤ ، الدر المصون : ١ / ٣٨٤.
(٢) سقط في ب.
(٣) ينظر سيرة ابن هشام : ١ / ٢٩٣ ، الدر المصون : ١ / ٣٨٤.
(٤) سقط في ب.
(٥) ينظر الكشاف : ١ / ٣١٤ ، الدر المصون : ١ / ٣٨٤.
(٦) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٣ / ١٠٤ ـ ١٠٥) عن الحسن ومجاهد وابن عباس وأخرجه أيضا ابن أبي حاتم عن ابن عباس كما في «الدر المنثور» (١ / ٢٥٧).