وهي المرتفع منها ليسلم من الآفات ، ثم أطلق الإنجاء على كل فائز وخارج من ضيق إلى سعة ، وإن لم يلق على نجوة.
و «من آل» متعلّق به ، و «من» لابتداء الغاية.
و «آل» اختلف فيه على ثلاثة أقوال : فقال «سيبويه» [وأتباعه](١) : إن أصله «أهل» فأبدلت الهاء همزة لقربها منها [ـ كما قالوا : ماء ، وأصله ماه ـ](٢) ، ثم أبدلت الهمزة ألفا ، لسكونها بعد همزة مفتوحة نحو : «آمن وآدم» ولذلك إذا صغّر رجع إلى أصله [فتقول : «أهيل».
قال أبو البقاء : وقال بعضهم : «أويل» ، فأبدلت الألف واوا](٣).
ولم يرده إلى أصله ، كما لم يردوا «عييدا» إلى أصله في التصغير يعني فلم يقولوا : «عويدا» لأنه من «عاد ـ يعود» ، قالوا : لئلا يلتبس بعود الخشب. وفي هذا نظر ؛ لأن النحاة قالوا : من اعتقد كونه من «أهل» صغره على «أهيل» ، ومن اعتقد كونه من «آل ـ يئول» أي : رجع صغّره على «أويل».
وذهب «النحاس» إلى أن أصله «أهل» أيضا ، إلا أنه قلب الهاء ألفا من غير أن يقلبها أولا همزة ، وتصغيره عنده على «أهيل».
وقال الكسائيّ : «أويل» وقد تقدّم ما فيه.
ومنهم من قال أصله : «أول» مشتق من «آل ـ يئول» ، أي : رجع ؛ لأنّ الإنسان يرجع إلى آله ، فتحركت الواو ، وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا ، وتصغيره على «أويل» نحو : «مال» و «مويل» و «باب» و «بويب» ويعزى هذا للكسائيّ.
وجمعه : «آلون» و «آلين» وهذا شاذّ ك «أهلين» ؛ لأنه ليس بصفة ولا علم.
قال ابن كيسان : إذا جمعت «آلا» قلت : «آلون» ، فإن جمعت «آلا» الذي هو [السّراب](٤) قلت : «آوال» ليس إلّا ؛ مثل : «مال وأموال».
واختلف فيه فقيل : «آل» الرجل قرابته كأهله.
وقيل : من كان من شيعته ، وإن لم يكن قريبا منه ؛ قال : [الطويل]
٤٧١ ـ فلا تبك ميتا بعد ميت أجنّه |
|
عليّ وعبّاس وآل أبي بكر (٥) |
ولهذا قيل : آل النبي من آمن به إلى آخر الدّهر ، ومن لم يؤمن به فليس بآله ، وإن كان نسيبا له ، كأبي لهب وأبي طالب ، ونقل بعضهم أن «الرّاغب» ذكر في «المفردات» أن
__________________
(١) سقط في ب.
(٢) سقط في ب.
(٣) سقط في أ.
(٤) في أ : الثواب.
(٥) البيت للحطيئة ينظر ديوانه : (٢٢٣) ، ومجمع البيان : ١ / ١٠٤ ، والدر المصون : ١ / ٢١٧.