«الآل» يطلق على الرّجل نفسه.
واختلف فيه النّحاة : هل يضاف إلى الضمير أم لا؟
فذهب الكسائي ، وأبو بكر الزبيدي (١) ، والنحاس إلى أن ذلك لا يجوز ، فلا يجوز اللهم صلّ على محمّد وآله ، بل وعلى آل محمد ، وذهب جماعة ، منهم ابن السّيد (٢) إلى جوازه ؛ واستدلّوا بقوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ لما سئل فقيل : يا رسول الله من آلك؟ فقال : «آلي كلّ تقيّ إلى يوم القيامة» (٣) ؛ وأنشدوا قول [عبد المطلب](٤) : [الكامل]
٤٧٢ ـ لاهمّ إنّ العبد يم |
|
نع رحله فامنع حلالك |
وانصر على آل الصّلي |
|
ب وعابديه اليوم آلك (٥) |
[وقول ندبة (٦) : [الطويل]
٤٧٣ ـ أنا الفارس الحامي حقيقة والدي |
|
وآلي كما تحمي حقيقة آلكا (٧)](٨) |
واختلفوا أيضا فيه : هل يضاف إلى غير العقلاء فيقال : آل «المدينة» وآل «مكة»؟
__________________
(١) محمد بن الحسن بن عبيد الله بن مذحج الزبيدي الأندلسي الإشبيلي أبو بكر ، عالم باللغة والأدب شاعر أصل سلفه من حمص (في الشام) ولد في ٣١٦ ه نشأ واشتهر في إشبيلية وطلبه الحكم المستنصر بالله إلى قرطبة فأدب فيها ولي عهده هشاما «المؤيد بالله» ، ولي قضاء إشبيلية فاستقر وتوفي بها سنة ٣٧٩ ه من تصانيفه الواضح في النحو وطبقات النحويين واللغويين ، ولحن العامة ومختصر العين في اللغة والاستدراك على سيبويه في كتاب الأبنية.
ينظر الأعلام : ٦ / ٨٢ (٤٣١) ، بغية الملتمس : ٥٦ ، وحلى المغرب : ١ / ٢٥٠ ، بغية الوعاة : ٣٤ ، الوفيات : ١ / ٥١٤.
(٢) عبد الله بن محمد بن السيّد ، أبو محمد : من العلماء باللغة والأدب. ولد ونشأ في بطليوس في الأندلس ، وانتقل إلى بلنسية فسكنها ، من كتبه «الاقتضاب في شرح أدب الكتاب لابن قتيبة» ، «المسائل والأجوبة» ، و «الحدائق» في أصول الدين ، وله كتب كثيرة.
ولد سنة ٤٤٤ ه ، وتوفي سنة ٥٢١ ه.
انظر بغية الملتمس : ٣٢٤ ، ابن خلكان : ١ / ٢٦٥ ، البداية والنهاية : ١٢ / ١٨٩ ، الأعلام : ٣ / ١٢٣.
(٣) ذكره العجلوني في «كشف الخفاء» (١ / ١٧) وقال : قال السيوطي : لا أعرفه. والحديث رواه الديلمي كما في «كشف الخفاء» ولفظه آل محمد كل تقي وقرأ «إِنْ أَوْلِياؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ».
ورواه الطبراني في «الأوسط» كما في «كنز العمال» (٥٦٢٤) عن أنس بن مالك ولفظه : آل محمد كل تقي.
(٤) في أ : أبي طالب.
(٥) ينظر الأشباه والنظائر : ١ / ٢٠٧ ، والدرر : ٥ / ٣١ ، وشرح الأشموني : ١ / ٥ ، الممتع في التصريف : ١ / ٣٤٩ ، وهمع الهوامع : ٢ / ٥٠ ، واللسان (حلل) والدر المصون : ١ / ٢١٨ ، القرطبي : ١ / ٢٦٠.
(٦) هو خفاف بن ندبة شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام.
(٧) ينظر ديوانه قصيدة : رقم ٩ ص ٦٧ ، الخزانة ٢ / ٤٧٠ ، ونصه :
أنا الفارس الحامي الحقيقة والدي |
|
به تدرك الأوتار قدما كذلك |
(٨) سقط في ب.