ونزهوا الأعمش من (١) أن يكون قرأ بها. قالوا : وإنما وقف (٢) مسكنا فظنّ أنه واصل فغلط عليه (٣). وقد احتج لها قوم بأنه إجراء الوصل مجرى الوقف أو أجري المنفصل مجرى المتصل وحسّنه كون الكسرة على حرف ثقيل بعد ياء مشددة مكسورة (٤). وقد تقدّم أنّ أبا عمرو يقرأ : (إِلى بارِئِكُمْ) (عِنْدَ بارِئِكُمْ)(٥) بسكون الهمزة. فهذا أولى لزيادة الثقل هنا. وقد تقدم هنا (ك) (٦) أمثلة وشواهد ، وروي عن ابن كثير «ومكر السأي» بهمزة ساكنة بعد السين ثم ياء مكسورة (٧). (و) (٨) خرجت على أنها مقلوبة من السّيء ، والسّيء مخفف (من السيّىء) (٩) كالميّت من الميّت قال الحماسيّ :
٤١٦٦ ـ ولا يجزون من حسن بسيء |
|
ولا يجزون من غلظ بلين (١٠) |
وقد كثر في قراءته القلب نحو ضياء ، وتأيسوا ولا يأيس (١١) ، كما تقدم تحقيقه. وقرأ عبد الله : «ومكرا سيئا» بالتنكير وهو موافق لما قبله (١٢). وقرىء : ولا يحيق بضم
__________________
ـ جزمها الأعمش وحمزة لكثرة الحركات كما قال : «لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ» وكما قال الشاعر :
إذا اعوججن قلت صاحب قوم
يريد صاحب قوم فجزم الباء لكثرة الحركات». المعاني ٢ / ٣٧١. وانظر : الكشاف ٣ / ٣١٢ فكثرة الحركات هي التي دعت إلى تلك القراءة.
(١) في «ب» عن.
(٢) في «ب» وقعت تحريف.
(٣) من هؤلاء الذين أدانوا تلك القراءة من النحاة المفسرين أبو إسحاق الزجاج فقد قال في معاني القرآن وإعرابه : ٤ / ٢٧٥ : «وهذا عند النحويين الحذّاق لحن ولا يجوز وإنما يجوز مثله في الشعر في الاضطرار قال الشاعر : إذا اعوججن قلت صاحب قوم ... والأصل : يا صاحب قوم. ولكنه حذف مضطرا».
(٤) قال بهذا المعنى ابن خالويه في الحجة ١٩٧ والزمخشري في الكشاف ٣ / ٣١٢ والبناء في الإتحاف ٣٦٢ وباللفظ السمين في الدر ٤ / ٤٨٩.
(٥) الآية ٥٤ من البقرة وانظر المراجع السابقة واللباب ١ / ١١٧ ب.
(٦) سقط من «ب».
(٧) ذكرها ابن خالويه في المختصر ١٢٤ وأبو حيان في البحر ٧ / ٣٢٠.
(٨ و ٩) سقط من «ب».
(١٠) من الوافر وهو لأبي الغول الطهويّ ويروى (بسوءي) كما يروى : (بسوء) وشاهده (بسيىء) على أنها مخفف سيّيء وانظر : شرح المفصل لابن يعيش ٥ / ٥٥ و ٦ / ١٠٢ والبحر ٧ / ٣٢٠ والدر ٤ / ٤٩٠ وأمالي القالي ١ / ٢٦٠ والخزانة ٦ / ٤٣٤ و ٨ / ٣١٤.
(١١) يشير إلى كلمة الضياء واليأس التي وردت في قوله تعالى : «هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً» الآية (٥) من يونس «وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً» ١٤٨ الأنبياء «ومَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ»١٧١ القصص.
(١٢) ذكره القرطبي ١٤ / ٣٥٩ وأبو حيان في البحر ٧ / ٣٢٠ والكشاف ٣ / ٣١٢ وابن جني في المحتسب ٢ / ٢٠٢ والفراء ٢ / ٣٧١.