وبهذا بدأ ثم قال (١) : وقيل ؛ فذكر الوجه الأول وكذلك حكى مكّيّ أعني أن تكون «آية» ابتداء (٢) و «لهم» الخبر وجوز مكي أيضا أن تكون «آية» مبتدأ (٣) و «الأرض» خبره وهذا ينبغي أن لا يجوز ؛ لأنه لا يترك المعرفة من الابتداء بها ويبتدأ بالنّكرة إلّا في مواضع للضّرورة (٤).
قوله : «أحييناها» تقدم أنه يجوز أن يكون خبر (٥) «الأرض» ويجوز أيضا أن يكون حالا من «الأرض» إذا جعلناها مبتدأ و «آية» خبر (٦) مقدم. وجوز الزمخشري في «أحييناها» وفي «نسلخ» أن يكونا صفتين للأرض والليل وإن كانا معرفين بأل لأنه تعريف بأل الجنسيّة فهما في قوة النكرة (٧) قال كقوله :
٤١٨٠ ـ ولقد أمرّ على اللّئيم يسبّني |
|
..........(٨) |
لأنه لم يقصد لئيما بعينه ، ورده أبو حيان بأن فيه هدما للقواعد من أنّه لا تنعت
__________________
(١) المرجع السابق.
(٢) في «ب» مبتدأ.
(٣) قاله في مشكل إعراب القرآن ٢ / ٢٢٦.
(٤) بشرط أن تفيد وتحصل الفائدة بأحد أمور ذكرها ابن مالك في ستة أشياء وأوصلها غيره إلى نيف وثلاثين موضعا وأكثر من ذلك ، فمن هذه المواضع أن يتقدم الخبر عليها وهو ظرف أو جار مجرور نحو : في الدار وأن يتقدم عليها نفي نحو : ما خلّ لنا وأن توصف مثل : رجل من الكرام عندنا ، وأن تكون عاملة نحو : رغبة في الخير خير ، وأن تكون مضافة نحو : عمل برّ يزين. وقد جمعها ابن مالك في قوله :
ولا يجوز الابتداء بالنّكره |
|
ما لم تفد كعند زيد نمره |
وهل فتى فيكم؟ فما خلّ لنا |
|
ورجل من الكرام عندنا |
ورغبة في الخير خير وعمل |
|
بزّ يزين ، وليقس ما لم يقل |
وهناك مواضع أخرى ، انظرها في شرح ابن عقيل على الألفية ٩٧ : ٩٩.
(٥) في قول أبي البقاء السابق.
(٦) ذكره الإمام أبو حيان في بحره ٧ / ٣٣٤ ونقله عنه السمين في الدر ٤ / ٥١٤.
(٧) الكشاف ٣ / ٣٢١ قال : «لأنه أريد بهما الجنسان مطلقين لا أرض وليل بأعيانهما فعوملا معاملة النّكرات في وصفهما بالأفعال.
(٨) صدر بيت من الكامل عجزه :
.......... |
|
فمضيت ثمّت قلت : لا يعنيني |
لرجل من سلول ويعزى لعميرة بن جابر الحنفيّ. وشاهده «اللئيم يسبني» حيث جعل جملة «يسبني» وصفا للئيم وهو معرف بأل لأنه مقصود به الجنس فلم يقصد لئيما بعينه فساوى النكرة وهو وصف في المعنى حال على اللفظ. وانظر : الكشاف ٣ / ٣٢١ والكتاب ٣ / ٢٤ والخصائص ٣ / ٣٣٠ ودلائل الإعجاز ٢١٩ وابن الشجري ٢ / ٢٠٣ والمغني ١٠٢ وشرح شواهده للسيوطي ٣١٠ و ٨٤١ والتصريح ٢ / ١١١ والهمع ١ / ٩ و ٢ / ٤٠ والأشموني ١ / ١٨٠ و ٣ / ٦٠ و ٦٣ ومعاني الأخفش ١٣٩ والدر المصون ٤ / ٥١٤.