وقال آخر :
٤١٩٦ ـ لذّ كطعم الصّرخديّ تركته |
|
بأرض العدا من خشية الحدثان (١) |
واللذيذ كل شيء مستطاب. وأنشد :
٤١٩٧ ـ يلذّ لطعمه وتخال فيه |
|
إذا نبّهتها بعد المنام (٢) |
و «للشّاربين» صفة «للذّة». وقال اللّيث : اللّذّة واللّذيذة يجريان مجرى واحدا في النعت يقال : شراب لذّ ولذيذ قال تعالى : (بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ) وقال تعالى : (مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ)(٣) [محمد : ١٥] وعلى هذا «لذّة» بمعنى لذيذ (٤).
قوله : (لا فِيها غَوْلٌ) صفة أيضا (٥) ، وبطل عمل لا وتكررت لتقدم (٦) خبرها ، وتقدم (٧) أول البقرة فائدة تقديم مثل هذا الخبر ، والبحث مع أبي حيان فيه. قال الفراء : العرب تقول ليس فيها غيلة وغائلة وغول (وغول) (٨) سواء (٩) ، وقال أبو عبيدة : الغول أن تغتال (١٠) عقولهم (١١) وأنشد قول مطيع بن إياس :
__________________
(١) من الطويل وقد نسبه صاحب اللسان إلى الراعي وجاء كذا في مادة لذذ فيه ، واللّذّ النوم الممتع كإمتاع الشراب المنسوب إلى صرخد وهو مكان بالشام. ومعنى البيت : أن الرجل ترك النوم اللذيذ خشية غدر الأعداء به. وانظر : اللسان ٢٤٢٦ ، ٤٠٢٤ والكشاف ٣ / ٣٤٠ وجاء في اللسان العجز في مادة :
صرخد : طرحته عشيّة حمس القوم والعين عاشقة. وهذا هو الموافق للديوان ١٨٦. وانظر : القرطبي ١٥ / ٧٨ والدر ٤ / ٥٤٨.
(٢) البيت من الوافر وهو للنابغة. ويروى : تلذّ بطعمه وجيء بالبيت على أن اللذيذ بمعنى المستطاب الطيب. انظر : الديوان ١٣٢ والبحر المحيط ٧ / ٣٥٠ والدر المصون ٤ / ٥٤٨ وتمهيد القواعد ٢ / ٣٠٠.
(٣) [محمد : ١٥] وتمامها : «وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ».
(٤) وانظر رأي الليث هذا في تفسير الإمام الرازي ٢٦ / ١٣٧.
(٥) قاله السمين ٤ / ٥٤٩ فتحصل أن هناك صفات خمسا «لكأس» هي : «من معين» و «بيضاء» ولذة ، وللشاربين و «لا فِيها غَوْلٌ».
(٦) وهو : «فيها». ومعروف أن لا النافية للجنس تعمل إذا كان اسمها نكرة وكذلك الخبر إذا لم يتقدم خبرها على اسمها وإذا قصد بها النفي العام وأن لا يفصل بين لا والنكرة بشيء وأن لا تكون النكرة غير معمولة لغير لا.
(٧) عند قوله :«فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ» الآية ٣٨ وبين هناك أن التقديم لتأكيد المعنى وتثبيته أول الأمر كما بيّن أن أناسا يجيزون إعمال لا والحالة هذه من هؤلاء الرمّاني فقد جوز النصب في قوله : «لا فيها غولا» وقد حكى : لا كذلك رجلا ، ولا كزيد رجلا ولا كالعشية زائرا وأجيب بالتأويل.
اللباب ١ / ٥٨.
(٨) زيادة من المعاني.
(٩) المعاني ٢ / ٣٨٥.
(١٠) كذا هي في المجاز وما في ب : يغتال.
(١١) المجاز ٢ / ١٦٩.