٤١٩٨ ـ وما زالت الكأس تغتالهم |
|
وتذهب بالأوّل فالأوّل (١) |
وقال الليث : الغول الصداع والمعنى ليس فيها صداع كما في خمر الدنيا (٢) ، وقال الواحدي : الغول حقيقته الإهلاك ، يقال : غاله غولا واغتاله أهلكه ، والغول والغائل المهلك وسمّي (وطء) (٣) المرضع غولا لأنه يؤدي إلى الهلاك ، والغول كلّ ما اغتالك أي أهلكك ، ومنه الغول بالضم شيء توهّمته العرب ولها فيه أشعار (٤) كالعنقاء (٥) يقال : غالني كذا ومنه الغيلة في العقل والرضاع قال :
٤١٩٩ ـ مضى أوّلونا ناعمين بعيشهم |
|
جميعا وغالتني بمكّة غول (٦) |
فالغول اسم لجميع الأذى. وقال الكلبي : لا فيها إثم (٧) ، وقال قتادة : وجع البطن (٨). وقال أهل المعاني : الغول فساد يلحق أمره في خفية ، وخمر الدنيا يحصل فيها أنواع من الفساد منها السّكر وذهاب العقل ووجع البطن والصّداع والقيء والبول ولا يوجد شيء من ذلك في خمر (٩) الجنّة.
قوله : (وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ) قرأ الأخوان «ينزفون» هنا ، وفي الواقعة (١٠) ، بضم الياء وكسر الزاي. وافقهما عاصم على ما في الواقعة فقط. والباقون بضم الياء وفتح الزاي (١١). وابن أبي إسحاق بالفتح والكسر (١٢). وطلحة بالفتح والضم (١٣) فالقراءة الأولى من أنزف الرّجل إذا ذهب عقله من السكر فهو نزيف ومنزوف ، وكان قياسه منزف كمكرم ، ونزف الرجل الخمرة فأنزف هو ثلاثيّة متعدد ورباعيه بالهمزة قاصر وهو نحو : كببته فأكبّ وقشعت الريح السّحاب فأقشع أي دخلا في الكبّ والقشع(١٤) وقال الأسود :
__________________
(١) من المتقارب وانظر : البحر ٧ / ٣٥٠ والمجاز ٢ / ١٦٩ والقرطبي ١٥ / ٧٩ ومجمع البيان ٧ / ٦٩٠ وابن كثير ٤ / ٧ وفتح القدير ٤ / ٣٩٣ والرازي ٢٦ / ١٣٧ والطبري ٢٣ / ٣١ واللسان : «غ ول» ٣٣١٩.
(٢) اللسان «غ ول» ٣٣١٧.
(٣) زيادة من أ.
(٤) اللسان ٣٣١٩.
(٥) وهي طائر ضخم ليس بالعقاب. انظر : اللسان «ع ن ق» ٣١٣٦.
(٦) من الطويل ولم أعرف قائله وشاهده أن الغول العوائق أي عاقتني عوائق وانظر : البحر ٧ / ٣٥٠.
(٧) نقله القرطبي ١٥ / ٧٩.
(٨) السابق.
(٩) انظر : معالم التنزيل للبغوي ٦ / ٢٣.
(١٠) الآية ١٩ منها ، وهي : «لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ».
(١١) من القراءات المتواترة وانظر : حجة ابن خالويه ٣٠٢ والكشف ٢ / ٢٢٤ والسبعة ٥٤٧ والإتحاف ٣٦٩ والنشر ٢ / ٣٥٧ ومعاني الفراء ٢ / ٢٨٥.
(١٢) نقلها صاحب البحر ٧ / ٣٦٠ ، والدر ٤ / ٥٤٩.
(١٣) المرجعان السابقان وانظر أيضا الكشاف ٣ / ٣٤٠.
(١٤) السابق وانظر أيضا الكشف لمكي ٢ / ٢٢٤ ولسان العرب (نزف) ٤٣٩٧ و ٤٣٩٨.