للمفعول (١) ، ومطلعون على هذه القراءة يحتمل أن يكون قاصرا أي مقبلون من قولك : اطلع علينا فلان أي أقبل (٢) ، وأن يكون متعديا ومفعوله محذوف أي أصحابكم (٣) ، وقرأ أبو البرهسم وحماد بن (٤) أبي عمار : مطلعون خفيفة الطاء مكسورة النون فأطلع مبنيا للمفعول (٥) ، ورد أبو حاتم وغيره (٦) هذه القراءة من حيث الجمع بين النون وضمير المتكلم إذ كان قياسها مطلعيّ ، والأصل مطلعوي فأبدل فأدغم نحو : جاء مسلميّ القاطنون وقوله عليه ـ (الصلاة و) السلام ـ «أو مخرجيّ هم» (٧) ، وقد وجهها ابن جني على أنها أجري فيها اسم الفاعل مجرى المضارع يعني في إثبات النون فيه مع الضمير (٨) وأنشد الطبري على ذلك :
٤٢٠٧ ـ وما أدري وظنّي كلّ ظنّي |
|
أمسلمني (٩) إلى قومي شراح (١٠) |
وإليه نحا الزمخشري قال : أو شبه اسم الفاعل في ذلك بالمضارع لتآخ بينهما (كأنه) (١١) قال يطلعون (١٢) وهو ضعيف لا يقع إلا في شعر (١٣). وذكر فيه فيه توجيها آخر فقال : أراد مطلعون إياي فوضع المتصل موضع المنفصل (١٤) كقوله :
__________________
(١) من القراءات المتواترة فقد رواها ابن مجاهد في السبعة ٥٤٨ كما رويت في الإتحاف ٣٦٩ وانظر أيضا المحتسب ٢ / ٢١٩ ومختصر ابن خالويه ١٢٧ و ١٢٨.
(٢) قاله ابن جني في المحتسب ٢ / ٢١٩ و ٢٢٠ والسمين في الدر ٤ / ٥٥٢.
(٣) قاله أبو البقاء في التبيان ١٠٩٠.
(٤) لم أقف على ترجمة له.
(٥) انظر : الكشاف ٣ / ٣٤١ والبحر ٧ / ٣٦١ والتبيان ١٠٩٠ والبيان ٢ / ٣٠٤ وإعراب الزجاج ٤ / ٣٠٤ و ٣٠٥.
(٦) تكاد كل الكتب التي رجعت إليها تضعف هذه القراءة لهذه العلة المذكورة حيث الجمع بين الإضافة «الواو» والنون. قال بذلك الزجاج في معاني القرآن ٤ / ٣٠٤ و ٣٠٥ والنحاس في الإعراب ٣ / ٤٢٢ ومعاني الفراء ٢ / ٣٨٥ والتبيان ٢ / ١٠٩٠ والبيان ٢ / ٣٠٤ و ٣٠٥ ومشكل إعراب مكي ٢ / ٢٣٦ والقرطبي ١٥ / ٨٣ والبحر ٧ / ٣٦١ ، والسمين ٤ / ٥٥٢.
(٧) ذكره الإمام البخاري في صحيحه ١ / ٧ من حديث طويل عن عائشة رضي الله عنها.
(٨) قال في المحتسب ٢ / ٢٢٠ : والأمر على ما ذهب إليه أبو حاتم إلا أن يكون على لغة ضعيفة وهو أن يجرى اسم الفاعل مجرى الفعل المضارع لقربه منه ، فيجرى «مطلعون» مجرى يطلعون وعليه قال بعضهم :
أرأيت إن جئت به أملودا |
|
مرحّلا ويلبس البرودا |
أقائلنّ أحضروا الشّهودا |
فوكد اسم الفاعل بالنون وإنما بابها الفعل كقوله تعالى «لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ».
(٩) في ب : أسلمني وهو ما يخالف روايته.
(١٠) من تمام الوافر وهو ليزيد بن محرم الحارثي وشاهده : «أمسلمني» حيث بقيت نون الوقاية مع اسم الفاعل وهي لا تكون إلا مع الفعل لأنها تقيه من الكسر الذي يخص الاسم. وذلك الذي نرى شاذ وقياسه أمسلميّ كمخرجيّ السابق وقد تقدم.
(١١) سقط من ب فقط.
(١٢) في الكشاف تطلعون.
(١٣ و ١٤) الكشاف ٣ / ٣٤١.