٤٢٠٨ ـ هم الفاعلون الخير والآمرونه |
|
..........(١) |
ورده أبو حيان بأن هذا ليس من مواضع المنفصل حتى يدعي أن المتصل (٢) وقع موقعه لا يجوز : «هند زيد ضارب إيّاها» ولا «زيد ضارب إيّاي». قال شهاب الدين : وإنما لم يجز ما ذكر لأنه إذا قدر على المتصل لم يعدل إلى المنفصل (٣). ولقائل أن يقول : لا أسلم (٤) أنه يقدر على المتصل حالة ثبوت النون أو التنوين قبل الضمير بل يصير الموضع موضع الضمير المنفصل فيصحّ ما قال (ه) (٥) الزمخشري ، وللنحاة في اسم الفاعل المنوّن قبل ياء المتكلم نحو البيت المتقدم وقول الآخر :
٤٢٠٩ ـ فهل فتى من سراة القوم يحملني |
|
وليس حاملني إلّا ابن حمّال (٦) |
وقول الآخر :
٤٢١٠ ـ وليس بمعييني وفي النّاس ممنع |
|
صديق وقد أعيى عليّ صديق (٧) |
قولان :
أحدهما : أنه تنوين وأنه شذ ثبوته مع الضمير. وإن قلنا : إن الضمير بعده في محل نصب (٨).
__________________
(١) يروى : القائلون الخير ويروى : الآمرون الخير. من الطويل وهو مجهول القائل عجزه :
.......... |
|
إذا ما خشوا من محدث الأمر معظما |
والشاهد : الجمع بين النون (نون جمع المذكر) والإضافة (الهاء) وحكم المضمر أن يعاقب النون والتنوين لأنه بمنزلتهما في الاتصال والضعف وقد عاقب المظهر النون والتنوين مع قوته وانفصاله. وقد زعم سيبويه أنه مصنوع وانظر : الكتاب ١ / ١٨٨ وابن يعيش ٢ / ١٢٥ ومجالس ثعلب ١٢٣ ومعاني الفراء ٢ / ٣٨٦ والكشاف ٣ / ٣٤١ والدر ٤ / ٥٥٣ والخزانة ٤ / ٢٦٩ وكامل المبرد ١ / ٣٦٤ والبحر ٧ / ٣٦١.
(٢) المرجع السابق.
(٣) الدر ٤ / ٥٥٣.
(٤) في ب : لا نسلم ، وهذا رأي السمين الحلبي وعرضه في كتابه الدر. وقد رجح أبو حيان في البحر تخريج أبي الفتح وهو شبه الاسم للفعل. انظر : البحر ٧ / ٣٦١ والسمين ٤ / ٥٥٣.
(٥) الهاء زيادة من أ.
(٦) من البسيط من أبيات لأبي محلم السّعدي ويروى : ألا فتى من بني ذبيان. وشاهده حاملني حيث جاءت نون الوقاية مع اسم الفاعل والأصح : حاملي ، كمسلمي ومخرجي ، فالنون مع الفعل لهدف وهنا مع ياء المتكلم الذي مع الاسم لا هدف لها ، ومن ثم تحتم الشذوذ ، وانظر : الإنصاف ١٢٩ والبحر ٧ / ٣٦١ والدر ٤ / ٥٥٣ ، وشرح الرضي على كافية ابن الحاجب ١ / ٢٨٣ والكامل ١ / ٣٦٣ ، ٣٦٤. والرواية فيه يحملني وعليه فلا شذوذ فيه والخزانة ٤ / ٢٦٥ والبيان ٢ / ٣٠٥.
(٧) من الطويل مجهول القائل. وشاهده كسابقيه في «معييني» وانظر : البحر ٧ / ٣٦١ والأشموني ١ / ١٣٦ والدر المصون ٤ / ٥٥٤.
(٨) نسب ابن هشام في المغني هذا الرأي إلى هشام الكوفي قال : وزعم هشام أن الذي في «أمسلمني» ونحوه تنوين لا نون وبنى ذلك على قوله في «ضاربني» أن الياء منصوبة. المغني ٣٤٥.