والعباد بن عبد المطلب ، وكعب الأحبار ، وقتادة ، وسعيد بن جبير ، ومسروق ، وعكرمة والزهري ، والسدي ، ومقاتل ، وهي رواية عكرمة ، وسعيد بن جبير ، عن ابن عباس. وقالوا : وكانت هذه القصة بالشام (١) ، وقيل : إنه إسماعيل وهو قول ابن عباس وابن عمر ، وسعيد بن المسيب ، والحسن ، والشعبي ، ومجاهد ، والكلبي ، والربيع بن أنس ، ومحمد بن كعب القرظي وهي رواية عطاء بن أبي رباح ويوسف بن (مهران) (٢) عن ابن عباس (٣) ، وكذا القولين رويا عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ واحتجّ القائلون بأنه إسماعيل بقوله عليه (الصلاة و) السلام : «أنا ابن الذّبيحين» (٤) وقال له أعرابي : يا ابن الذّبيحين فتبسم النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فسئل عن ذلك فقال : «إنّ عبد المطلب لما حفر بئر زمزم نذر إن سهل الله أمرها ليذبحن أحد ولده ، فخرج السّهم على عبد الله فمنعه أخواله وقالوا له : افد ابنك بمائة من الإبل» (٥). والذبيح الثاني إسماعيل ونقل الأصمعيّ أنه قال : سألت أبا عمرو بن العلاء عن الذبيح فقال يا أصمعي : أين (٦) عقلك؟ ومتى كان إسحاق بمكة؟ وإنما كان إسماعيل بمكة وهو الذي بنى البيت مع أبيه والمنحر بمكة وقد وصف الله إسماعيل بالصبر دون إسحاق في قوله : (وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ) [الأنبياء : ٨٥] وهو صبره على الذبح ، ووصفه أيضا بصدق الوعد فقال : (إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ) [مريم : ٥٤] لأنه وعد أباه من نفسه الصبر على الذبح فقال : (سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ). وقال قتادة : (فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ) فكيف تقع البشارة المتقدمة؟! وقال الإمام أحمد : الصحيح أن الذبيح هو إسماعيل وعليه جمهور العلماء من السّلف والخلف ، قال ابن عباس : وذهبت اليهود أنه إسحاق وكذبت اليهود ، وروى ابن عباس أنه هبط عليه الكبش من بشير فذبح وهو الكبش الذي قربه ابن آدم فتقبل منه فذبحه بمنى وقيل بالمقام ، وروي : أنه كان وعلا. وقيل : كان تيسا من الأروى ، قال سفيان : لم يزل قرنا الكبش في البيت حتى أحرق فاحترقا. وروى ابن عباس : أن الكبش لم يزل معلقا عند ميزاب الكعبة حتى وحش وأرسل رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى عثمان بن طلحة فقالت امرأة عثمان لم دعاك رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ؟ قال : إني كنت رأيت قرني الكبش حين دخلت البيت فنسيت أن أريك أين نحرها فإنه لا ينبغي أن يكون في البيت شيء يشغل المصلي ، وهذا يدل على أن الذبيح كان إسماعيل لأنه الذي كان مقيما بمكة ، وإسحاق لا يعلم أنه
__________________
(١) انظر : زاد المسير ٧ / ٧٢ وهو نفس قول أبو موسى الأشعري وأبي هريرة ووهب بن منبه وعبيد بن عمير واختاره ابن جرير وانظر أيضا القرطبي ١٥ / ٩٩ والكشاف ٣ / ٣٥٠.
(٢) سقط من ب.
(٣) وهو قول ابن سلام والحسن البصري وأبي صالح وعبد الرحمن بن سابط وانظر المراجع السابقة.
(٤) الحديث في المقاصد الحسنة ١٤ وانظر : الكشاف ٣ / ٣٥٠.
(٥) المرجع السابق.
(٦) في القرطبي : عزب عقلك.