واللام في قوله : «العزة» يفيد الاستغراق وإذا كان الكل ملكا له لم يبق لغيره شيء فثبت أن قوله : (سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ) كلمة محتوية على أقصى الدرجات وأكمل النهايات (١)(وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ) ، الذين بلغوا عن الله التوحيد بالشرائع (وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) على هلك الأعداء ونصر الأنبياء ـ عليهم (الصلاة و) السلام ـ (٢).
روي عن عليّ ـ رضي الله عنه ـ قال «من أحبّ أن يكتال بالمكيال الأوفى من الأجر فليكن آخر كلامه من مجلسه : سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين» (٣). وروى أبو أمامة عن أبيّ بن كعب قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من قرأ سورة «والصافات» أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كلّ جنّيّ وشيطان وتباعدت منه مردة الشياطين وبرىء من الشّرك وشهد له حافظاه يوم القيامة أنّه كان مؤمنا (٤).
والله سبحانه وتعالى أعلم.
__________________
(١) قاله الإمام الرازي ٢٦ / ١٧٣.
(٢) البغوي ٦ / ٤٠ ، والقرطبي ١٥ / ١٤٢.
(٣) أخرجه البغوي في تفسيره معالم التنزيل عن أصبغ بن نباتة على عليّ ـ رضي الله عنه ـ انظر : المرجع السابق.
(٤) انظر هذا الحديث في الكشاف ٣ / ٣٥٨ ، ومجمع البيان ٨ / ٦٨١ ، والسّراج المنير ٣ / ٣٩٨ ، والبيضاوي ٢ / ١٦١.