وجعل الفارسيّ الهمز ضعيفا (١). وليس كما قال لما تقدم من الأدلة. وقرأ زيد بن عليّ (أيضا) (٢) «بالسّاق» مفردا (٣) اكتفاء بالواحد لعدم اللّبس كقوله :
٤٢٧١ ـ .......... |
|
وأمّا جلدها فصليب (٤) |
وقوله :
٤٢٧٢ ـ .......... |
|
كلوا في بعض بطنكم تعفّوا (٥) |
وقوله :
٤٢٧٣ .......... |
|
في حلقكم عظم وقد شجينا (٦) |
قال الزمخشري : فإن قلت : بم اتّصل قوله «ردوها علي»؟
قلت : بمحذوف تقديره قال ردوها فأضمر وأضمر (٧) ما هو جواب له كأنّ قائلا قال : فماذا قال سليمان؟ لأنه موضع مقتض للسؤال اقتضاءا ظاهرا (٨).
قال أبو حيان : وهذا لا يحتاج إليه لأن هذه الجملة مندرجة تحت حكاية القول وهو : «فقال : إنّي أحببت» (٩).
__________________
ـ المتواترة. وقرأ بها قنبل وغيره عن ابن كثير. ولم ينسبها الزمخشري. انظر : الكشاف ٣ / ٣٧٤ والإتحاف ٣٧٢ والنشر ٢ / ٣٦١.
(١) قال : أما الهمز في : ساقيها وساق فلا وجه له الحجة ٦ / ٦٨ و ٧ / ٢٨ وتأوّل له وجها وهو أنهم لما جمعوها على أسوق وسووق وكل منهما يجوز فيه الهمز جوازا حسنا فتوهم أن الهمز من أصل الكلمة «٧ / ٢٨» بلدية.
(٢) زيادة للسياق.
(٣) البحر ٧ / ٣٩٧ والسمين ٤ / ٦٠٩ ولم يعزها الكشاف ٣ / ٣٧٤.
(٤) من الطويل لعلقمة بن عبدة الفحل تمامه :
بها جيف الحسرى فأمّا عظامها |
|
فبيض ... |
والحسرى : جمع حسير الناقة التي سقطت من الإعياء والصليب الجلد الذي لم يدبغ وشاهده استعمال «جلدها» مفردا على الجمع وهو جيف الحسرى ، وصحّ ذلك أمنا للّبس. وقد تقدم.
(٥) سيق هذا البيت وشاهده : «بطنكم» فلم يقل بطونكم أمنا للبس.
(٦) عجز بيت من الرجز وصدره :
لا تنكر القتل وقد سبينا |
|
.......... |
ويروى : لا تنكروا القتل وهو الأوجه. كما يروى : أن تقتلوا اليوم. وهو للمسيب بن زيد مناة الغنوي ، وقوله : سبينا أي أسر منا من السبي ، وشجينا أي أحسسنا بالغصة تعترض حلوقنا. فكذلك أنتم.
وشاهده قوله : «حلقكم» كان من الطبيعي أن يقول حلوقكم ولكن أفرد أمنا للّبس ؛ ويحتمل أن يقال إن المفرد قصد له الجنس. وقد تقدم.
(٧) في الكشاف فأضمر كما هنا وفي ب فأهمز.
(٨) الكشاف ٣ / ٣٧٤.
(٩) بالمعنى من البحر ٧ / ٣٩٧.