قوله : (وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) المتقولين القرآن من تلقاء نفسي ، وكل من قال شيئا من تلقاء نفسه فقد تكلف له (١) وقيل : معناه أن هذا الدين الذين أدعوكم إليه ليس يحتاج في معرفة صحته إلى التّكليفات الكثيرة بل هو دين يشهد صريح (٢) العقل بصحته.
قوله : (إِنْ هُوَ) ما هو يعني القرآن (إِلَّا ذِكْرٌ) موعظة «للعالمين» أي للخلق أجمعين(٣) «لتعلمنّ» جواب قسم مقدر ومعناه لتعرفنّ (٤) «نبأه» أنتم يا كفار (مكة) (٥) خبر صدقه (بَعْدَ حِينٍ) قال ابن عباس وقتادة : بعد الموت ، وقال عكرمة : يعني يوم القيامة ، وقال الكلبي : من بقي علم ذلك إذا ظهر أمره وعلا من مات علمه بعد الموت. قال الحسن : ابن آدم عند الموت يأتيك الخبر اليقين (٦).
روى الثعلبي في تفسيره أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال : «من قرأ سورة «ص» أعطي من الأجر بعدد كلّ جبل سخّره الله لداود ـ عليهالسلام ـ عشر حسنات وعصم أن يصرّ (٧) على ذنب صغير أو كبير» (٨) ، وقال أبو أمامة عصمه الله من كل ذنب صغير أو كبير. والله أعلم (وهو الرحيم الغفور ، وإليه (٩) ترجع الأمور).
__________________
(١) البغوي والخازن السابقين.
(٢) هذا رأي الرازي في تفسيره ٢٦ / ٢٣٥ ، ٢٣٦.
(٣) البغوي والخازن في تفسيريهما ٦ / ٦٦.
(٤) قاله صاحب الدر المصون ٤ / ٦٣١.
(٥) لفظ مكة سقط من النسختين.
(٦) أورد هذه الأقوال البغوي والخازن في معالم التنزيل ولباب التأويل ٦ / ٦٦ ، وقال بالثلاثة الأقوال الأولى ابن الجوزي في زاد المسير ٧ / ١٥٩ وانظر الجامع لأحكام القرآن ١٥ / ٢٣١ ومعاني الفراء ٢ / ٤١٣ ، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج ٤ / ٣٤٢.
(٧) في ب : يصير من الصيرورة.
(٨) انظر : مجمع البيان للطبرسي ٨ / ٧٢٣ ، والبيضاوي ٢ / ١٦٧ والسراج المنير ٣ / ٤٣٠ والكشاف ٣ / ٣٨٥ وهذه الأقوال كلها بدون سند في هذه التفاسير.
(٩) ما بين القوسين كله زيادة من ب.