حسرتاه بهاء (١) السكت وقفا وأبو جعفر يا حسرتي على الأصل (٢) ، وعنه أيضا : يا حسرتاي بالألف والياء (٣). وفيها وجهان :
أحدهما : الجمع بين العوض والمعوّض منه (٤).
والثاني : أنه تثنية «حسرة» مضافة لياء المتكلم ، واعترض على هذا بأنه كان ينبغي أن يقال : يا حسرتيّ ـ بإدغام ياء النصب في ياء الإضافة ـ وأجيب : بأنه يجوز أن يكون راعى لغة الحرث بن كعب وغيرهم نحو : رأيت الزّيدان (٥) ، وقيل : الألف بدل من الياء والياء (بعدها) (٦) مزيدة.
وقيل : الألف مزيدة بين المتضايفين (٧) وكلاهما ضعيف.
قوله : (عَلى ما فَرَّطْتُ) ما مصدرية أي على تفريطي ، وثمّ مضاف أي في جنب طاعة الله(٨) ، وقيل : في جنب الله المراد به الأمر والجهة يقال : هو في جنب فلان وجانبه أي جهته وناحيته(٩) ، قال:
٤٣٠٥ ـ النّاس جنب والأمير جنب (١٠)
وقال آخر :
٤٣٠٦ ـ أفي جنب بكر قطّعتني ملامة |
|
سليمى لقد كانت ملامتها ثنى (١١) |
__________________
(١) ذكرها ابن خالويه في المختصر ١٣١ والسمين في الدر ٤ / ٦٥٧ ، كما ذكر عن عاصم «يا أسفاه» صاحب المختصر أيضا.
(٢) المرجعين السابقين وانظر أيضا الإتحاف ٣٧٦ ، والمحتسب ٢ / ٢٣٧.
(٣) المراجع السابقة.
(٤) قاله أبو حيان في البحر ٧ / ٤٣٥ وابن جني في المحتسب ٢ / ٢٣٨ والسمين في الدر ٤ / ٦٥٧.
(٥) هذا كلام أبي الفضل الرازي صاحب اللوامح نقله عنه صاحب البحر ٧ / ٤٣٥ وانظر أيضا الدر المصون ٤ / ٦٥٨.
(٦) سقط من «ب». وقد نقل هذا الرأي ابن جني في المحتسب ٢ / ٢٣٨ ونقله السمين في الدر ٤ / ٦٥٨.
(٧) المرجع الأخير السابق.
(٨) نقله صاحب الكشاف ٣ / ٤٠٤ وانظر أيضا الخصائص ٣ / ٢٤٧.
(٩) نقله أبو حيان في البحر ٧ / ٤٣٥ والسمين في الدر ٤ / ٦٥٨.
(١٠) من الرجز ومعناه أن الممدوح في جنب يساوي جنب الآخرين من الخلق كلهم واستشهد بالبيت على أن معنى الجنب الجهة والناحية. وانظر اللسان «جنب» ٦٩٢ والبحر ٧ / ٤٣٥ والقرطبي ١٥ / ٢٧٢ و ٢٧١ وقبله :
قسّم مجهودا لذاك القلب
(١١) هذا البيت من الطويل ويعزى لكعب بن زهير كما قال ابن منظور في اللسان. وشاهده «جنب بكر» حيث استعمل بمعنى الجهة والناحية. وانظر : البحر المحيط ٧ / ٤٣٥ والدر المصون ٤ / ٦٥٨ واللسان : «ثنى» وملحقات ديوان أوس ١٤١ وغريب الحديث لابن سلّام ١ / ٩٨ وديوان كعب ١٢٨.