أي يعتلل هو أي الاعتلال (١).
قوله : (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ) يعني الإيمان والتوبة والرجوع إلى الدنيا. وقيل : نعيم الدنيا وزهرتها (٢) ، (كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ) بنظرائهم (٣) ومن كان (على) (٤) مثل حالهم من الكفار. (مِنْ قَبْلُ) لم يقبل منهم الإيمان في وقت اليأس (إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍّ) من البعث ونزول العذاب بهم(٥) ، و (مِنْ قَبْلُ) متعلق «بفعل» أو «بأشياعهم» (٦) أي (الذين) (٧) شايعوهم قبل ذلك الحين(٨).
قوله : «مريب» قد تقدم أنه اسم فاعل من أراب (٩) أي أتى بالريب أو دخل فيه وأربته أوقعته في الرّيب. ونسبة الإرابة إلى الشك مجازا (١٠).
وقال الزمخشري هنا إلا أن ههنا فريقا (١١) وهو أن المريب من المتعدي منقول (١٢) من صاحب الشك إلى الشك كما تقول شعر شاعر (١٣) ... وهي عبارة حسنة مفيدة وأين هذا من قول بعضهم ويجوز أن يكون أردفه على الشك ليناسق آخر الآية بالتي قبلها من مكان قريب. وقول ابن عطية الشك المريب : أقوى ما يكون من الشك وأشدّه (١٤) ،
__________________
ـ ودربة ، والشاهد : «ويعتلل» أي يعتلل هو أي الاعتلال المعهود فإن نائب الفاعل هنا ضمير المصدر الجائي من الفعل «يعتلل» وهذا المصدر الذي لا محالة أنه مختص حتى يصحّ قيامه ، وانظر : البحر المحيط ٧ / ٢٩٥ والتصريح ٢ / ٢٨٩ ، والأشموني ٢ / ٦٥ وأيضا ديوان امرىء القيس ٢٢ وتمهيد القواعد ٢ / ٤٨٢ ، والدر المصون ٤ / ٤٦٠.
(١) انظر ما سبق.
(٢) قاله البغوي في معالم التنزيل ٥ / ٢٩٦ وكذلك الخازن ٥ / ٢٩٦ وابن قتيبة في الغريب ٣٥٩ وتأويل المشكل ٣٥٦ والقرطبي ١٤ / ٣١٨.
(٣) قال الزجاج : «بمن كان مذهبه مذهبهم» انظر : معاني القرآن وإعرابه ٤ / ٢٥٩ وزاد المسير لابن الجوزي ٦ / ٤٧١.
(٤) سقط من «ب».
(٥) قاله البغوي في معالم التنزيل ٥ / ٢٩٦.
(٦) الدر المصون ٤ / ٤٦٠ والبحر المحيط ٧ / ٢٩٥.
(٧) سقط من «ب».
(٨) معالم التنزيل ٥ / ٢٩٧.
(٩) البحر والدر المرجعان السابقان. وانظر : اللسان : «ر ي ب» ١٧٨٨ و ١٧٨٩ قال : «قال الأصمعيّ : أخبرني عيسى بن عمر أنه سمع هذيلا تقول : أرابني أمره ، وأراب الأمر : صار ذا ريب وفي التنزيل العزيز : (إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ) ، أي ذي ريب».
(١٠) في «ب» والبحر مجاز بالرفع.
(١١) كذا في الكشاف وفي «ب» فرقا بالتكبير لا التصغير.
(١٢) انظر : الكشاف ٣ / ٢٩٧ ، والبحر المحيط ٧ / ٢٩٥.
(١٣ و ١٤) المرجع السابق.