ومنها : الموت الطبيعي ، وهو ما تقدّم من استرجاع الروح الكائن في الحي ، كما أنّ الحياة الطبيعيّة هي بقاء النفس السرمديّة باستكمالها من العلوم والتبرّؤ من الجهل ؛ ولذا أوصى أفلاطون طلاب الحكمة : «مت بالإرادة تحيى بالطبيعة».
ومنها : زوال القوّة العاقلة ، كقوله تعالى : (أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ) [سورة الانعام ، الآية : ١٢٢] أي : رفعنا عنه الجهالة بحياة العلم.
ومنها : الحزن والخوف المنغص من الحياة والمكدرات للعيش ، كقوله تعالى : (وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ) [سورة إبراهيم ، الآية : ١٧].
وقد يستعار الموت للأحوال الشاقّة والمتعبة ، كالفقر والسؤال والذلّ والهرم وغير ذلك.
ولعروض الموت وانتقال الروح المأنوسة بالجسد إلى عالم الآخرة ، تمرّ حالات شاقّة على الإنسان إلّا أنّها تخفّ وتسهل حسب اطمينان النفس بالله تعالى والإيمان به ، قال الصادق عليهالسلام : «الموت للمؤمن كأطيب ريح يشمّه فيغص لطيبه فينقطع التعب والألم كلّه عنه ، وللكافر كلسع الأفاعي ولدغ العقارب وأشدّ» ، وتستمر الحالات في عالم البرزخ على ما فصّل في محلّه ، بل لعروض الموت على الحيوان فيه نوع مشقّة له ؛ لأنّ الروح كان مأنوسا بالجسد ، وللبحث تتمّة تأتي في محلّها المناسب إن شاء الله تعالى.